محاسن الجاك - وتباً للحب.. قصة قصيرة

منذ نعومة أظافري وأنا أنعم بالسكينة والهدوء .. نشأت في أسرةٍ متواضعةٍ .. لم نكن ميسوري الحال ولكني كنت أحب الحياة والناس.. أحلامي بسيطة ولكنها واضحة ..أحب الوضوح وأكره النفاق..صديقتي كانت ودودة ولطيفة ولكن أحس بها حسداً تجاهي رغم أنه غير واضح ولذلك لم أهتم للامر كثيراً.. وكنت دائماً اوبخ نفسي على هذا الاحساس.
محمد شاب خلوق أحببته منذ صباي الأول وبادلني الإحساس .. كان ذكي ومتفوق في دراسته.. حسين صديقه شابٌ طموح جداً من أسرةٍ متوسطةٍ الحال رغباته كلها مجابة لأنه كان وحيد والديه..أُمه الحاجة سكينه استاذة طيبة جداً.. انجبته في أوآخر سن ألإنجاب..كانت تحبه جداً ولا تكاد تعي من أمر الدنيا شئ الا الإهتمام بإبنها .. تتلصص نظرات حسين تجاهي ولكني لم أكن أهتم به...
مضت أيام الصبا وتخرج محمد في كلية الهندسة .. أما حسين فلم يكمل تعليمه الجامعي وأصبح تاجر ميسور الحال وكثير الاسفار..بعد عدة سنوات تَخرجتُ في كلية الاقتصاد وصديقتي لم توفق في دراستها فركنت للدعة والخمول والإهتمام بنفسها بعد وفاة والدها .
ولأن محمد كان من أُسرةٍ فقيرةِ أراد تسريع الزمن قليلاً.. فلجأ للبنوك وأقترض مبلغاً كبيراً من المال بضمان منزل أسرته التى كانت لا تملك شئ سواه..مرت الشهور ولم يستطع محمد السيطرة على ذلك الاستثمار مع تقلبات السوق المريعة..ودخل في دوامة من الديون الكثيرة .. وانشغل عني تماماً .. وبخطى وئيدة احسسته يتباعد عني.. وشيئاً فشئ أصبحنا لا نكاد نلتقي.. لم انتبه لحالة صديقتي التي صارت تحزو حزوه.. الى أن نبهتني إحداهن لذلك.
مكثتُ أُرآقب الأمر عن كثب.. حتى وصلتني ذات صباح رقعة دعوة مذهبة الحواف دُفع ثمناً لها مقدماً أساور صديقتي المليونية وعمارة سكنية كانت ميراثها من والدها وبعض محلات تجارية في السوق الكبير كانت تخص والدتها..وفي ذات المساء زارتنا أستاذة سكينة أم حسين السيدة التي لا تكاد تعي من أمر الدنيا شئ سوى تلبية رغبات إبنها الوحيد.
وبعد اسبوعين .. كانت هناك عروسان تقفان في نفس المكان وعريسين .. إلا أن أحدهما كان مطأطأ الرأس والآخر كانت الدنيا لا تسعه فرحةً أو هكذا خُيّل لي.
ركِبتُ أفخم العربتين بعد أن تأبطت ذراع أسعد العريسين.. وسارت العربتان جنباً الى جنب في نفس الإتجاه إلا ان قلوب راكبيها كانت تسير في إتجاهات مختلفة ... وتباً للحب.

محاسن الجاك
أعلى