عبدالله فراجي - من وهج الرؤيا.. شعر

فِي بَحْرِ فُؤَادِي أَمْوَاجٌ وَحِكَايَاتٌ
يَتَحَوَّلُ فِيهَا الْعَاشِقُ مَلاّحًا فِي أَزْمِنَةِ الْوَجَعِ،
فِي غَوْرِ الْمَاءِ غَرِيرًا يَرْشِفُ كَاسَاتٍ مَلْأَى،
يَتَمَرَّدُ فِي عَتَبَاتِ التَّارِيخِ الْمَنْسِيِّ،
وَيَعْشَقُ غُنْجَ حَبِيبَتِهِ الأبْهَى..
*****
فِي بَحْرِ فُؤَادِي قِدِّيسٌ يَتَعَمَّدُ لِلرِّيحِ الْهَوْجَاءِ بِخَمْرَتِهِ
يَتَسَنَّمُ صَهْوَةَ عِشْقٍ مَحْمُومٍ..
فَإِذَا عَصَفَتْ أَهْدَى لِلْمَارِدِ كَأسَ تَعَاسَتِهِ،
وَتَرَجَّلَ بَعْدَ رَحِيلِ الْعُمْرِ لِيُعْلِنَ تَوْبَتَهُ..
وَإِذَا نَثَرَتْ أَزْهَارَ فَسَاتِينِ الأشْوَاقِ عَلَيْهِ، تَضَوَّعَ مِنْ أَبْهَاءِ مَفَاتِنِهَا فِي صَمْتٍ، قَبَّلَ بَسْمَتَهَا عِنْدَ الِمْحَرابِ، وَصَلَّى..
*****
صَحْرَاءُ جُنُونٍ فِيهَا الْعَاشِقُ مُنْتَحِبٌ، يَتَمَزَّقُ مِثْلَ سَحَابٍ في رِيحٍ، يَكْتُبُ آيَتَهُ فِي قُدَّاسِ الْعُشَّاقِ عَلَى وَطَنٍ أَشْجَارُهُ ذَابِلَةٌ..
مَنْبُوذٌ فِي عَرَصَاتٍ لا تَتَجَدَّدُ، لاَ تَبْلَى..
*****
ذَاكَ الصُّعْلُوكُ الْحَائِرُ، ذَاكَ الْعَابِرُ، ذَاكَ الشَّاعِرُ، تُشْرِقُ فِي وِجْدَانِهِ أَسْئِلَةٌ، تَتَنَاسَلُ مِنْ غَضَبٍ، سَغَبٍ، رُؤْيَا، فَتَصِيرُ الفَرْحَةُ فِي دَرْبِ النَّكَسَاتِ، جُنُونًا لِلْعُشَّاقِ تَجَلَّى، رَيْحَانًا يَتَضَوَّعُ مِنْ تِرْيَاقِ الْعِشْقِ وَسَنْدَانِ الدُّنْيَا..
*****
فِي عَاصِفَةِ العُشَّاقِ تَكَسَّرَ صَوْتُ الْمارِدِ، بَعْدَ أَنِ انْتَصَفَ اللّيلُ، انْصَرَفتْ عَنْهُ الأحْوَالُ، وَشَحّ الْفِعْلُ، وَجَفَّ الْبَحْرُ، وَسَاحَ الْحِبْرُ ، وَمَا في الْجُبَّةِ إِلَّا عِشْقٌ مَجُنونٌ، وَكَلامٌ مُرُّ.. يَخْنُقُهُ حَتَّى لاَ يَرْفَعَ أَسْتَارَ الإصْرَارِ، وَلا يَتَعَمَّدَ لِلْمِيلاَدِ عَلَى مِحْرَابِ الْآتِي..
حَتَّى لاَ يَتَوَشَّحَ تِبْرَ الْشِّعْرِ وَبُرْدَتَهُ في بَوْصَلَةِ الرَّحَلاَتِ وَيَشْقَى..
حَتَّى لاَ يَتَشَظَّى الْعَالَمُ في صَمْتٍ، في شِرْنِقَةِ الْقِرْطَاسِ مَجَازًا، رَمْزًا، أَوْ ذِكْرَى.. أَوْ تَنْزَوِيَ الأحْلَامُ وَلاَ تُمْحَى..
حَتَّى لاَ تَسْقُطَ عَاشِقَتي الوَلْهَى
في بِرْكَةِ أَشْبَاحٍ لاَ تَرْحَمُهَا،
وَالرَّهْبَةُ في الأحْدَاقِ تُسَهِّدُهَا...



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى