نزار حسين راشد - خريف.. شعر

عما قريب
سيطلق الخريف مزاميره
ويحتوي وحدتي..
كل هذا التقشف
كل هذا التبذير
ناصيتي خفيفة في الريح
والسماء كأنها قميصٌ طائر
منشورٌ على أعمدةٍ من غبار
وشجيرات الورد
تمُدُّ أضلاعها العارية
متخلية عما تبقى
من حشمتها الغاربة
كل ما تحمله الأرض
يشارك في هذا الطيش العابر
الطيور وحدها
تأوي إلى الأعشاش
في ترقُّبٍ لما سيأتي
الخريف المحملُ بالوعود
ينثر رذاذه
في نوباتٍ مفاجئة
على الوجه الطيني الجاف
للصيف الراحل
سأنسحب من المشهد
إلى ما وراء زجاج نافذتي
محتمياً من نزق
الخريف الجامح
سأندسُّ تحت دثاري
في حذر
وأستحضر صورتك الوقورة
وبسمتك الخالدة
المعلقة على شفتيك في حياءٍ أزلي
أيتها العذراء
التي جعلت حياتي صلاة
وشِعري عبادة
ونفخَتْ في أيامي روحاً
ونزعَت عنها ثوب الرتابة
أنتِ البهجة التي خبأتُها
لهذه الليالي الداكنة
مؤونة وحدتي المتطاولة
لحين صيفٍ جديد
حيث لن أقاوم
إغواء الخروج
لأجدّد حفاوتي بوجودك
في سعة الفضاء الأزرق!

نزار حسين راشد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى