محاسن الجاك - زفاف.. قصه قصيرة

دارها تزينها الثريات واللمبات الجميلة... تعبق بها رائحة العطور والبخور... السمراوات يتناثرن في ارجاء الساحه الجميلة التنسيق كزهرات الربيع... امها تجلس في ركن في كامل زينتها وتمام جمالها كانت شابة وما تزال بهية الطلعة .. توزع ابتساماتها في وقار فقد كانت رزينة جدا ونادرا ما يسمع صوتها... يحطنها صديقاتها بكل الحب والرعاية فما ان همت بفعل شئ حتى يتسابقن لاتمامه فقد كانت مجاملة وخدومة جدا.....
ما هيَ الا لحظات حتى حضر الضيوف .. جمع كبير من الحسناوات البارعات الجمال يزغردن وينشدن الاهآزيج: وتصاحبهن من تنقر على الدلوكه في وسامة واتقان عجيب ويتغنين:
- ام العروس جينا ليك وجبنا العريس نباركو ليك...
- ام العروس جيناك بي فاقه غدانا بقره وعشانا ناقه....
ويرقصن متمايلات وينافسن في وسط الساحه في اظهار مفاتنهن وليونة اجسادهن.... وهناك في ركن قصي بعض الصبية ينظرون لهذا المشهد البديع بعيون تملؤها الدهشة وملامح كساها الاستمتاع الكبير....
بعد تناول الطعام الفاخر خرجت العروس كبدر كامل التمام ... فقد كانت صغيرة السن غضة العود فائقة الجمال تشبه امها تماما....رزينه,, ومؤدبة وذات خلق كريم لم يستغرب اهل الحي كثيرا انها تزوجت في هذه السن المبكرة ....
ساد الهرج والمرج وتدافع الكل لرؤية العروس الجميلة في انبهار ودهشة ... بدأت المغنية تشدو وتبارت الحسناوات في الرقص والغناء... وبدأت مراسم رقص العروس ... فرقصت وابدعت في رقصها ... وتعالت صيحات الاعجاب والاستحسان من الحاضرات.....
انتبهت الى ان والدتها ليست بين الحضور فراحت تبحث عنها... وصارت تدخل من غرفة الى اخرى .. حتى وجدتها في احدى الغرف... فنظرت لها ووجدتها تغالب دموعها ... وما ان رأتها والدتها حتى احتضنتها وبكت بشدة وصارت تدعو لها وسط سيل الدموع الغزير بأن يرزقها الله ابن الحلال الذي يقدرها ويصونها ... أمنت على دعاء والدتها واغرورقت عيناها بالدموع .. فمن تزوجت كانت أختها الصغرى.... وما خاب دعاء امها لها في ذاك اليوم ....


محاسن الجاك
أعلى