مصطفي علي الجنايني - المســـــــــافر..

المسافر من غبشة الفجر
و نخر البراءة في محبرة المجهول
مشبوبا على الطريق
يضرم في المدن النائمة عيونا
تلدها الأجفان في التو و تهرب
شهقة من صعداء الحلم
و تزأر بخيوطها الشمس
يتدلي العالم من نبضة شاعر
يرش على المدي أغنية
فلا يبصر الحواجز الخرسانية
بعد قليل سيغفر للطريق ذنبا
يتجاوز عن نتوءات لا تتوب
و مطبات وحشية لا ترعوي
لا تكف عن استئصال قدميه
و تكذيب البراح
إذ أخبره أكثر من مرة
أن العالم لم ينته بعد
و أن الحقول لم توقف سيرها
على ضفاف بركة آسنة
تجلس على قارعة الحزن
تستجدي عرشا للقحط
أنها في الطريق الآن لتقبيل الحصاد ..
المسافر عند حاجز يكبر
كمارد يأتي من أسرار الحزن بخبر يقين
يقوم سورا
ليس وراءه من عزف المدي أرض أو سماء
أو أغنية تعود من طفولة المسافر
من سنين لم يسمعها
لترج بين الجوانح وسادة على شكل قلب
رسم الشعر عليها عصافيرا
تنوء بحملها أعمار السرياليين القصيرة
فتسقط من سماواتهم
تواريخ ميلاد احلام لم تعش ..
المسافر وشم على جسد الخريف
صورة في برواز
تسرب على منحدرات الذكري شلالا من بحة ناي
و شمسا في بئر الغروب ضاعت
و تمتمة بين كفين للفاتحة على روحه
جاء من السفر
بصرخة تشبه الصرخة
و أغنية لا تشبه الفجر.



مصطفى علي الجنايني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى