أشرف قاسم - شظايا من رياض الياسمين.. شعر

من أين أبتدئُ القصيدةَ ؟
والنهاية كالبدايةِ
حنظلهْ !
مِن أين أبتدئُ الحوارَ مع الأسى ؟
وإجابةُ السؤلِ اليتيمِ
مفاتحٌ شتَّى
لِبابِ الأسئلةْ ؟
مِن أين أدخلُ في الحديثِ ؟
وكيف أكتبُ قصةً
مِن أبجدياتِ السنينِ القاحلةْ ؟
مِن أين يا عُذريَّةَ الإحساسِ
يا وجعاً ينامُ على حدودِ الحرفِ
يلعقُني
ويمضُغُ ما تجودُ به
أيادي القابلةْ !!
مِن أين يا مطَريَّةَ الأطرافِ
أبتدئُ الحديثَ
عن الرطوبةِ
والعذوبةِ
والخُصوبةِ
في العيونِ القاتلةْ ؟
مِن أين يا شمسيَّةَ العينينِ
أدخلُ في الحوارِ
وكل قاماتِ الأماني
مائلةْ ؟
* * * * * *
لا تغلقي بابَ الحوارِ
فإنني مازلتُ أبحثُ
في افتتاحيَّاتهم
عن مُفتَتَـحْ
فأنا الذي حرَّكتُ في عينيكِ
أمواهاً ركدْنَ
أنا الذي صارعتُ بالكلماتِ
مَن فيها سبَحْ
وأنا الذي أيقظتُ أهلَ الكهفِ
مِن غفواتهم
وأعدتُ صوتً كُلَيبِهم
حتى نبَحْ !
وأنا الذي أهديتُ خدَّيكِ
البنفسَجَ والقَرَنفُلَ
نرجسَ الحزنِ النبيلِ
وزهرةَ العسلِ
التي أعطتْ علاقتَنا البريقَ
وزهرةَ التوليبِ
لولاها فؤادُكِ ما فصَحْ
وجواهري ذهبٌ .. يواقيتٌ
ومرمريَ الذي لولاهُ
جيدُكِ ما صدَحْ !!
* * * * * *
لا تغلقي بابَ الحوارِ
حديثُنا لم يكتملْ
أنا لستُ ممن
يجهلون بدايةَ الأشياءِ
أو طفلاً يعاندهُ الرفاقُ
فيشتعلْ
أنا فوق ما أدركتِ
- يا محدودةَ الفكرِ المهيضِ -
وما بِصدرِكِ يعتَمِلْ
أنا فاتحُ الجرحِ الذي
ما زال يدمى خلف صدرِكِ
دون قلبي
لا أراهُ سيندمِلْ
وأنا الذي سطَّرتُ
قصَّةَ ذلك الحُبِّ الذي
ما زال يهمي خِفيَةً
بين الضلوعِ
كتابهُ مِن أحرُفي
وأنا الذي أدري
على ما يشتمِلْ
مأساتُكِ العُظمى
تصوُّرُكِ الغريبُ
بِأنَّ قلبي
جاء قلبَكِ يعتقِلْ
* * * * * *
لا تغلقي بابَ الحوارِ
فلستُ أعجَبُ
مِن رحيلِكِ في الغسَقْ
كلُّ الفراشاتِ الجميلةِ
دائماً تهوى الضياءَ
فتحترقْ
لا تعجبي
عيناكِ علَّمَتا فؤادي
كيف يعرفُ مَن يخونُ
وكيف يعشَقُ مَن عشَقْ
واختارَتا أنْ تبقيا
تذكارَ حُبٍّ
نجمتينِ على الورقْ
بحري برئُ من جنونكِ
حين حاولتِ الغرَقْ
قلبي برئُ مِن مسيركِ
بين ظُلماتِ النَّفَقْ
نوري برئٌ مِن فَراشكِ
حينما ضلَّ
احترقْ !!
* * * * * *
لا تغلقي بابَ الحوارِ
دعي شتائي ينهمرْ
أنا ما تعوَّدتُ
الحديثَ عن الهوى
من منطقِ الثوَّارِ
حتى أنتصِرْ
فأنا فؤادي مُنذُ عامٍ
يحتضِرْ
وجيوشُ شِعري أعلنتْ
بطلُ المعاركِ قد خسِرْ
والإمبراطور المُتَوَّجُ
في ثرى الأحلامِ
أمسى يندحِرْ
والدمعةُ الخرساءُ في عيني
شِراعٌ مُنكَـسِرْ !
وأراكِ واقفةً
كمعتوهٍ
بأحزاني بُهِـرْ
وبرغمِ كُلِّ هزائمي
ما زلتُ حُبَّكِ
أنتظِـرْ !!
* * * * * *
لا تغلقي بابَ الحوارِ
لعلَّ في الشكوى رجوعْ
فالفارسُ المهزومُ
أضْنَتْهُ الهزائمُ
والتشتُّتُ
إنما يأبى الخضوعْ
والحلمُ في قلبي كبركانٍ
يثورُ وينطفي
بين الضلوعْ
والقلب يا أغرودتي
طفلٌ تُسَلِّمُهُ الدموعُ
إلى الدموعْ
لا تغلقي بابَ الحوارِ
فإنني
ما زلتُ أنتظر الرجوع !!


أشرف قاسم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى