سالم الشبانه - من مراسم تتويج التيس.. شعر

أحاول أن أنام بين أخوتي، متوترا، قلقا
أجهل المكان، والزمان
أقبل وجه أخي الأكبر مرعوبا،
متوسلا؛
كي لا ينشب نابه في رقبتي
أنظر لأمي،
أرى في عينيها نفس الشهوة
أمي مصاصة الدماء الجميلة،
تضمني بمحبة قاسية.
مذ كنت طفلا يتعقبني وحش
مجهول المعالم، لزج، ومرعب
أجري منه بأقصى سرعة؛
حتى تتوتر عضلاتي،
وأكاد أصل حافة الطيران،
وأنفاسه مازالت تلفح أذني..
أحبتني امرأة، يحبها رجل مهووس
وتناديني باسمه أحيانا!
أنا رجل غريب؛ فعلا، غريب.
طيب؛
لأنني لم أستطع أن أكون شريرا،
رغم أنني أحب دور "جون ميلتون"
لآل باشينو في فيلم:
"The Devil's Advocate"
تلمع عيوني بفرح
حين أحلم بحفلات المجون
وإدارة قاع المدينة
بحرفية ساحر أسود وسيم.
صامت؛ وأثرثر كثيرا عن:
محبة الله،
المدن بلا روح،
حالة الطقس،
الأفكار الكبري،
والأرض المقدسة.
بظلام أسود غطيس داخلي
تصرخ امرأتي محبطة مني:
أنت غامض؛
وأنا أسبر أعماقك،
وأقرأ عينيك الكاذبة.
غريب هذا! سليل مصاصي الدماء،
لِمَ أشذ عنهم!
وأبكي بحرقة وحدتي الباردة.
لا تشدني نحولة رقبتك الفاتنة،
وشهوة مذاق دمك الدافئ؛
لكنني حين أدخلك عميقا،
أحس دمك دافئا ينساب في أوردتي؛
أصرخ منتشيا كذئب حنون،
فتخبئين وجهك في صدري ضاحكة،
مرعوبة.
مازلت أكذب؛ لأواري الندوب في كفيّ،
وأكون لبقا متحضّرا؛
كي لا تزعجهم أنيابي الجميلة
وأنيقا؛ لأخفي شهوة التعري،
كما ولدتني أمي.
أنا الرجل ونقيضه:
داخلي، وجود وخواء، ملاك وشيطان.

سالم الشبانه



11

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى