صالح جودت - كبرياء!.. شعر

أجَلْ أنتِ فاتنة، إنما = أرى عزة النفس لي أفتنا
وإنْ كان عندكِ سحر الجمال = فسحر الرجولة عندي أنا
وإنْ كثرتْ في هواكِ القلوبُ = فذلك من بعض ما عندَنا
وإن غرّوركِ بحلو الشباب = فإِنّ الشباب قريب الفنا
وعينيكِ، والخصَلِ الحالكات = كأني بها خُلقتْ مَوْهنا
وحمرةِ خدّيكِ في سُمرةٍ = كحلو النبيذ رقيق الجنَى
يحبكِ قلبي، ولكنه = يخاف العواقبَ إن أَعلنا
فيكتم عنكِ شؤونَ الهوى = ويُظهر غير الذي أبْطنا
وأنتِ المنى، غير أني امرؤٌ = يذلل للكبرياء المنى
ويكره في الحب بذلَ الدموع = وبسط الخضوع وفرطَ الضنى
إذا المرءُ هان على نفسه = يكون على غيرها أهْوَنا
وذلُّ الرجال لوجه الجمال = كذلّ الضمير لوجه الغني
وأني امرؤٌ حررته الحياة = فكيف ترومين أن يُسْجَنا
وهذا الدلال وهذا الضلال = حبيبا الشقاء عَدُوَّا ألهنا
فلا تجعلي من غرور الأنو = ثة باباً يسدُّ الهوى بيننا

صالح جودت



مجلة الرسالة - العدد 421
بتاريخ: 28 - 07 - 1941
أعلى