الشيخ نوح - الكتابة بالمــــاء..

وَجْهي عَلَـى المِرْآةِ بَعْضُ سَـرَابِ = فَإلــى مَتَـى أَنا تَائِــهٌ عــنْ بَابِــي؟
لِلشَّوقِ في المَاضِي حَفرْتُ مَقابِرًا = حَتَّــى لَبسْـــتُ قَصِيـــدَةَ السَّـيـابِ
هِـيَ قِصَّـةٌ والقَلْـبُ سِفْــرُ كِتَابِــها = فَلتَقــرَئـي لِـي قِصَّتــي وَ كِتابِـــي
إنِّـي أُحِــبُّ صَـدَاي فِيـكِ مُــردَّدًا = يَـا وَمْضـــةَ الإلْهـــامِ لاَ تَـرتَابِـــي
فالشمْسُ منْ عَيْنَيْكِ تَغْرِفُ نُورَها = لتُضِـيءَ دَربَ الحُبّ وَ الأحْبَــابِ!
مَـا الشَّعْــرُ إلاًّ سَــارِقٌ فِـي كُنْهِـهِ = لِظِلالـِكِ الخَضْـرَاءِ فِـي أعْصابِـي
أنَا لَسْـتُ مُكْتَرِثًا بِحُزنِ أصَابِعِـي.. = بِلُهاثِ نَارِكِ فِي اخْضِرَارِ الغَــابِ
هَــذَا التَّمَــزُّقُ فِـي هــوَاكِ أُحِبُّــهُ = لَكَــأنّـــــهُ هُـــو جَنَّــــةُ الألْبَـــــابِ
لَكــأنَّـــهُ أنْفــاسُ لحْــــنٍ حَــــــالِمٍ = ينسَابُ رجْـعًا مِـن صَدَى زِرْيَـابِ
قُـزحيَّــةَ الأحْــــلاَمِ يَـــا نَافُــــورةً = تَبكِي لَتُضْحِكَ مَوْســمَ الإعْجــابِ!
كُلُّ النَّـوَارِسِ مِن دَمِي قَدْ هَاجَـرَتْ = هَـــربًـا مِــن التّحْليقِ فَـوقَ يَبَابِـي
عَطَشِـي وَصَحْرائِي اسْتَثارا خَوفَها = فَاسْتنْجــدَتْ بالمَـــاءِ فـي أهْدابِــي
فِـي غَابَــةِ الكلِـمَاتِ أبْــدو شَــاردًا = كغَـزالَــةٍ أعْـــدُو وَرَاءَ عَـذابِــــي
كُـلُّ المَرَافِــئِ تَسْتَفـــزُّ زَوَارِقِــي = لكِـنَّ مَرفَـأكِ الَّـذي أغْــرَى بِـــي!
مِـنْ أجْــلِ أنْ تَتَفَهِّمِينِـي شاعِـــرًا = هَـا قَــدْ لبِسْــتُ الــمَاءَ كالجِلـبَــابِ
و خَلَعْـتُ فِيــهِ مَلاَمحِــي شَفَّافَــةٍ = وَمَنحْتُــهُ العَطْشَـى بِغَيــرِ حِسَــابِ
أَنَا ذَلـكَ الوَجَـعُ الجَميــلُ إذَا بَـــدَا = تَتَقمَّـــصُ النَّايــاتُ لَحْــنَ رَبَابِـــي
مَا المُسْتحِيلُ سِوى دَمي,فَأنَا الَّذي = وَقَّعــتُ صُلـحَ النَّـارِ وَ الأعْشَــابِ!
أَوَ كُلّــمَا غَــزَتِ النَّبيــذَ أصَابِعــي = سَكرَتْ يَـدي مِنْ سَكْـرةِ الأكْـوَابِ!
وَ تَبــرَّجــتْ غَيْبُـوبتِــي لِلمُنْتـهَــى = تَرْمي حُضورِي فِـي حُطامِ غِيَابِي
تَمْضِـي السِّنيـنُ وَ مَا أزَالُ مُعلَّـقًـا = بَيْن الجُنونِ..وَبَيْنَ أرْضِ صَوَابِـي
تَمضِي السّنينُ عَلى السُّؤالِ مُهرْولاً = يَرْجُـوالجَوابَ منَ الضِّياءِ الخَابِي
وَ أنَـا أُفتِّشُ فِي رَمـادِي عن هُــدًى = فَـتجيبُــني أيْقونَــــةُ الأحْـــقــــابِ:
قَـدرُ المُحِبّينَ التَّصَوفُ فِـي الهَوَى = مَهْـمَـا اسْتَـبدَّتْ قَسْـــوةُ الأرْبَـــابِ

فبراير 2010

- من ديوان عراجين القلق الأولى للشاعر الشيخ ولد نوح
أعلى