عدنان شيخموس - الناي يردّده كأس نبيذ..

تختفي المرآة و تغترب كلما ابتعدت عن شهيق القطار، تذوب في ممر ضيق ، وتذبل تحت وطأة زوايا الفصول والأنفاس حافية من كل الجهات، رأيت مملكة تضحك ودموعها شلال وحل أحمر .
رأيت ظل كأس يرنو اليّ في صور غير متمائلة ،رأيتُ مسبحة أبي معلقة تحت ضوء باب الدار تبكي حين تغنّي شجرة الرمان الشامخة على حافة البئر ، وما زال غيابك يعطرُ دفء مواجع باحة الوقت ويطير .
رأيتُ قمراً يقرأ سنوات الرماد الخمسة في محراب سجن كبير ، ترهلت السنوات وما زالت شجرة التوت تتغنى بأحجية وتضيئ تحت ضوء قبة مسبحة الكهرمان بين أربعة جدران رمادية اللون .
يروي أبي حكايا الخريف في كف التفاح ، لا حديث للياسمين له في قلب العاصمة ، تبدأ احلام العصافير مع غروب النوارس وصوت الناي يردّده كأس نبيذ.
كل شيئ ثابت هنا ، الزمن كما هو التقويم ، اليوم يشبه البارحة ، نسيت رسالة باردة تحت عتبة البيت، تركت أغنية في نهرالعمر، ترتجف تحت أسوار مقبرة مجهولة .
.... ..... .......
عدنان شيخموس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى