موسي نجيب موسي - الظاهر والمستتر فى العلم.. فتح أفق التساؤلات.

إن العالم الحقيقى هو ذلك الشخص الذى لا يتعامل مع ظاهر الأشياء ويمر مرور الكرام على الظواهر المختلفة التى يراها او حتى لايدقق ويتفحص ما يطالعه ويقرأه من علوم ومعارف ... إن الوقوف عند حدود الظاهر والمكشوف والواضح لاينتج علما ولا معرفة ولا يساعد على ممارسة كل عمليات المنطق التى تؤدى الى نتائج حقيقية تثرى العلم ومن ثم تتسع المعرفة وأقصد بعلميات المنطق هى الاستنباط والاستنتاج والاستدلال والاستقراء للخروج بكليات تجمع بها الأجزاء وتحتويها فى قواعد وقوانين وهو غاية العلم .. فالعالم الحقيقى هو من يسعى خلف المستتر مما هو مطروح وواضح من خلال ممارسة التأمل Meditation نعم فهذه حقيقة أن التأمل فى ظاهر الأشياء يكشف باطنها وكذلك فإنه يساعد على فتح أفق التساؤلات التى يثيرها هذا التأمل ومن ثم يسعى العالم من خلال التفكير العلمى والمنهج العلمى البحث عن إجابات لهذه التساؤلات وفى سعيه الدوؤب هذا يصل إلي مجموعة من الحقائق التى يمكن ان يصوغها فى قوانين ونظريات تبنى العلم وتؤكد على إثراء المعرفة ... فالعالم الحقيقى ليس بالدرجات العلمية وليس بالالقاب العلمية وليس بسعة إطلاعه واتساع افق معارفه ومداركه فقط بل العالم الحقيقى بما انتجه من معرفه حتى نستطيع حقا أن نطلق عليه منج المعرفة فإنتاج المعرفة هو الغاية القصوى لكل الاجتهادات العلمية والتأملات المتعمقة والبحث العلمى الحقيقى ... فى الأمس القريب قرأت مقالا فى مجلة الاكاديمى العدد الثالث التى تصدرها جميعة الاكاديميين العراقيين فى استراليا ونيوزيلندا عن احد العلماء العراقيين وهو الأستاذ الدكتور والعالم الحقيقى حمزة خضير الدجيلى الذى استطاع فى عام 1975 ان يعلن عن نظريته فى إيجاد وزن الظل توقفت كثيرا أمام هذا الخبر المدهش وحاولت ممارسة متعة التأمل فى الخبر وعدم الوقوف عن حدود الظاهر منه وتفجرت فى رأسى التساؤلات حول هذه النظرية العلمية المبهرة وهى ايجاد وزن الظل للأشياء وهذا جعلنى اسعى خلف المعلومة والخبر وأبحث كثيرا وهو ما أوصلنى إلي نفس منطق وفكرة إسحق نيوتن مكتشف قانون الجاذبية الأرضية عند سقطت فوق رأسه التفاحة عندما كانت يستظل ذات مرة اسفل شجرة التفاح لو لم يكن اسحق نيوتن عالما حقا وكان شخصا عاديا كان سوف يكتفى بأكل التفاحة والاستمتاع بمذاقها الشهى وان رواده فكره كان سوف يسعى الى البحث عن طرق متعددة للوصول الى الكثير من التفاح الشهى ولكن لانه حقا عالم ومارس فعل التأمل الذى فجر فى رأسه الاف الأسئلة مثل لماذا سقطت التفاحة إلي أسفل ولم تطير فى الهواء؟ مالذى جذبها إلي أسفل ؟ كيف سقطت أصلا؟ وغيرها من التساؤلات التى سعى الى الإجابة عليها من خلال المنهج العلمى حتى وصل به إلي أكتشاف قانون الجاذبية الأرضية الذى يعد من أعظم الاكتشافات فى تاريخ البشرية قاطبة وساهم فى إثراء العلم واتساع المعرفة ومن هنا استطيع أن اقول فعلا أن العالم الحقيقى هو من لديه القدرة على التأمل وفتح أفق التساؤلات والسعى نحو الحصول على إجابات منطقية لهذه التساؤلات وعدم الوقوف على الظاهر فقط والمكشوف فقط والمتاح فقط بل يتمعق فى الأشياء حتى يصل الى سبراغواها وكشف المستتر حتى تكون المعرفة .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى