عامر الطيب - سبب جديد للموت.. شعر

أحكُّ يدي
فتفعل الأمر ذاته،
ألتفت إلى الشارع المريض
من النافذة
فتلتفتُ،
أقول الهواء يذوب سريعاً في الفم
فتقول نعم
أقول أنه لا يذوب سريعاً
فتقول نعم و منذ زمن بعيد ،
أشرب ببطء
تشرب ببطء
أتعمد وضع يدي على جبيني
تضع يدها هي الأخرى
كان الأمر مزعجاً أن نحب بعضنا بهذا الهلع
فلو أحب أحدنا نفسه من دون الآخر
لفعل كلَّ تلك الأشياء وحده فقط !

▪︎▪︎▪︎

قالت شمبورسكا :
“الشعر فن الأقلية “
لكن الشعر لم يكن فناً
أنه هاجس البشر الذي لا يودون سماع
أصواتهم من أفواه بشر آخرين
أما في عالم اليوم
فقد بدأت أخبار الموت تمنح الجميع
القدرة على تأليف النصوص
قطرة دم،
قطرتان ،
خمسون قطرة ..
لا يمكنك تقدير ذلك الدم
إلا و أنت تلطخ يدك بالجدار
لترسم وجها أثيراً للذكرى!

▪︎▪︎▪︎

لم تقل الماكينة
للإنسان :
احترم نفسك أيها الوغد
هي لا يشتم
محتملة كل ما يفعله ذلك الكائن العصبي،
يضربها بيده إن لم تشتغل
لكنها
لن تقول له :
أنني لستُ زوجتك،
يراقبها
ثم يقبلها إن مشت الأمور بانتظام
هذا هو الحب
الذي سيوفره البشر للأشياء التي تهبهم الجدوى !


▪︎▪︎▪︎

مشى الضابطُ خطوتين
فتبعه الجنود
كانت موسيقى تشتغل ببطء مثل حركة الأرداف
و كان مزاج الضابط مأساوياً
وقف ثم أكمل الطريق
لم ينفلت أحد جنوده
لكن الحب أشد سفالة من هذه الحرب
حيث سنقول عندئذ
مشى الضابط خطوتين
فتبعه الجنود بخطوة واحدة فقط !

▪︎▪︎▪︎

أبٌ يعلم ابنه على قيادة
السيارة :
لا ترتبك
من رهبة السيارات في الشارع
كن حذراً ،
هذا الكابح لإيقاف السيارة
و هذا لضخ جسدها بالبنزين،
لا تعبث بالزمار
أنه للضرورة و ليس لعبةً .
أب يعلم ابنه على الحب:
لا تتجه إلا على شكل مناورة
أنه الحب
حادث مؤسف للتخفيف من رهبة الشارع!

▪︎▪︎▪︎

واحد مع الجماعة
أو واحد مع نفسه ،
عزل العالم المرضى في جهة
و الوحيدين في جهة
و أبقى المضطرين في المدن،
مرّ رجل يصيح :
قبلات للبيع
قبلات للبيع
فأخفى الجميع ملامحهم
لئلا يطور الحب سبباً جديداً للموت !

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى