عبد الحكم بلحيا - الوقوع الأخير.. شعر

لعَلَّ الأحبّةَ كانوا سِهاما !
لَعَلّيَ كنتُ البياضَ الوَحِيد !
الذي ظلّ يَحيَا ويُحْيِي السَّلاما !!
لَعلّهمُ لم يكُونوا سِوَى ما..
يُهيِّئُ لِلمَوت بُوصِلةً كي يَجيء،
ومِنسَأةً كي يَناما..
بحِجر الحكايةِ، أو شُرفةِ الغَدِ..
يَنسُج من مِلحِ أيّامنا الصمتَ..
ما شاءَهُ.. والكَلاما !!
أكانَ الأحبّةُ حقًّا هُلاما ،
وحِملًا على القَلب.. لا نَدّرِيهِ،
ولا نَدّعِيهِ.. هَوًى، و احْتِشاما !؟
أ مِنْ بَعد هَذي الجِبال الّتي قد تقَحّمْتُ..
أسقُطُ من شاهقٍ.. خِلتُهُ ظِلّ كهفي..
وأَمضي حُطاما !؟
هُوَ الموتُ؛ ألّا تمُوتَ بحَتفِك في حِينهِ..
كي تعيشَ على الرُّكنِ..
حَشوًا ، رُكاما..
أ عُذْرًا أقُول..
أ شُكْرًا أقُول..
أ يَكفيكَ تَقرأ وِرْدَ التذَكّر..
حينًا فحِينًا.. على الراحِلِين القُدامَى !؟
أيكفي الضحِيّةَ لَثمٌ على جبهةٍ من بهاءٍ يَغِيب..
يعُود به المَيّتُون لِحاجاتهمْ..
كيْ يَمُرّوا كِراما !؟
أ رَصّعتُ بِاسْمي صخُورَ الأعالي..
ليَغدُو رماديَ مِسكَ الوُعُول الفُحُول ،
وصَوتِيَ أُغنِيةَ الأُرْوِيات الأَيامَى !؟
هُنا قابعٌ في الغِياب..
مُشيحٌ بوَجهيَ تِلقاءَ ما لا يُرَى..
يا حُروفي الخِرافَ.. أحقًّا -نشَدتُك- لَمْ نكُ إلّا يتامَى !؟
أُعَبّئُ من غُربتي حِصّةَ العُمر..
من عُزلتي أقتَني الأصدقاء ،
وأدعُو إلَيَّ طيُوفَ الندامَى !
فمَن أنا بعدَ سقُوطي الأخير..
أ هُوِّيّتي عَينُ هاوِيَتي..
أ أنا البطَلُ المَيِّتُ-الحَيُّ من كلّ هذي الدّراما !؟
أكنتُ الوَحيد الذي خاضَ هذا الطريقَ..
إلى تاجِ خُسرانهِ..
لِيَهْمِيَ بعدُ على الجانِبَيْنِ غَماما !؟
أ كنتُ الغريبَ الّذي ظلَّ لَمْ يَعترفْ بالمكان،
و لمْ يحتكِمْ لِلزمان..
فيَمشي، و يأبَى الْتِئَاما !؟
أنا أوّلُ اللَّيل في غابةٍ مُرْهِصةْ..
أنا آخِرُ السطر في القِصّة الناقِصةْ..
أنا عندَ أقصَى القُبور.. رفيفُ الخُزامَى
أنا وَجهُ هذا المَساء المُطلّ على أرخَبِيل القُلوب،
أنا لَفتةُ الشمسِ قبلَ الغُرُوب..
أُنا شَهقةٌ تتَنامَى...

2020-03-25

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى