إبراهيم عطية - الساعة السابعة مساء..

الشوارع الخالية ..
تؤكد أن الناس قد دخلوا مساكنهم،
خشية الخطر الذي يتربص بهم
أتامل طلعة وجه وضاء أهواه في غمار اليأس
من ذلك الوباء الذي يحصد العديد من سكان العالم
الساعة أوشكت علي الساعة مساءا
وبدأ حظر التجوال يهرول
نحو الزقازيق النائمة بجوار النهر
وقفت في الميدان الخالي تماما من الناس
ورنوت ببصري إلي باب محطة السكة الحديد
غلقت الأبواب ..
ومسحة من الشحوب ترتسم على الجدران والشرفات
والنوافذ التي غلقت ،
وتجسد طيف الوحشة
وقع أقدامي عزفت موسيقا الصمت
يوخذني الحزن والأسي،
مسرعا في النفق بأنواره الخافتة
منزويا في مشاعر الخوف
مع المغلوبين على أمرهم
والشباب المحتشدون على نواصي الشوارع
ينفثون الملل في سجائر البانجو
يهرولون نحو ذاكرة النسيان ،
واستبد القلق في نفوس الناس وعمهم الارتباك
وقفل الجميع راجعين إلي منازلهم وهم واجمون
والليل أسدل أستاره فوق سماء الحي
يا أيها الحي الذي به سكني
وأماكن لهوي ومتعتي
وكل رفاقي و جيرتي
يا أيها الحي الذي أمتع به بصري
وأجوب أرجاءه يوما بعد يوم ..
ويهفو المتعبون إلي الاسترخاء
غدوت كالشبح ..
ارتجف مثل أوراق الشجر
الخائف فوق الرصيف
أو كريشة في مهب الريح
جرفتها ريح الخماسين
ولم يعد هناك ما يبعث البهجة ..
عبثا أحاول أن اطرد الفيروس من فكري
انصهرت أضواء المصابيح في الشارع المظلم
مثلما تنصهر الشمعة في القنديل
لقد صنعتك من فرحي وأحزاني
وصغت صورتك من ثنايا المحن
والأحداث الجسام التي مرت بحياتي
فما أنت بالنسبة لي
سوي عالم صنعته من مشاعري وإحساسي
وابتهل إلي الله أن يكشف عنا الغمة
كلما حانت الساعة السابعة مساءا
يبدأ حظر التجوال

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى