عاشور الزعيم - أمي لغة جيدة.. شعر

بلطف وصوت هادىء
تبدأ أمي كل مساء
سرد حكاية
من خيالها الوسيع حسب
الحاله اليومية
حتى نروح في نُعاس
هي لم تنهِ الحكاية بعد
نحن نحلم بتفاصيلها.
على الأرجح كانت تعتقد
أن حدوتة قبل النوم
منهجا دراسيا
يمنحنا قدرة التخيل
أن ما تحكيه واجب قومي
لذا تفكر دائما
في تأليف قصة تضع لها البهارات
تُمَلّحها جيدا
ناهيكم عن تعبيرات وجهها
حركاتها التي تمدنا
بالتشوق كل ليلة.
ربما تأثرت في فترة
بجارا تنا في جلستهن اليومية
من العصر حتى المغرب
هُنَ كُنَ يقضين
بعض طلبات باكرا
فمثلا
يُقشرّنَ الثوم
يُخرّطنَ الخُضرة
كانت أمي تَخرط الكرات والبرسيم
لروميتين تربيهم لعاشوراء.
بما أننا مجتمع مختلط
من كل حدب وصوب
كانت تمتزج الحكايا
لتنتج خيوطا كثيرة لحواديت
تُسلّي وقتهن
أمي بفطرتها تأخذ تراطيف
الحواديت وتنسج حدوة جديدة
ننعس على متنها
بانسجام.
كانت لغة جيدة
صالحة للفهم.
أحلم وحدي بوجهها
كأنه وجه العالم الجديد.
وجه الصبح
القادم من نافذتها.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى