علجية عيش - جمعية وطنية تاريخية تحمل اسم العقيد محمد الصالح يحياوي

الفكرة سبقها صراع حول من بكون الرئيس

من المنتظر أن يتم الإعلان عن تأسس جمعية وطنية تاريخية تحمل اسم العقيد محمد الصالح يحياوي من اجل تدوين التاريخ و الحفاظ على الموروث التاريخي حتى يكون مرجعا للأجيال مع جمع الشهادات الحية حول أسماء القادة التاريخيين و دورهم في حركة التحرر و مواجهة الآلة الإستعمارية، والعقيد محمد الصالح يحياوي عضو مجلس الثورة يعد من أبرز قادة الثورة، عمل قائدا للأكاديمية العسكرية بشرشال و أشرف على تعريبها، كانت له لقاءات مع زعماء دول و منهم جمال عبد الناصر، و عرف بمقولته الشهيرة يوم التقى بقائد الفريق العسكري الفرنسي الذي جاء إلى الجزائر لنزع ألغام الإستعمار الفرنسي:" لقد حاربناكم رجالا لرجال و اليوم نستقبلكم رجالا لرجال"، كان من المقربين للرئيس هواري بومدين، توفي في 10 أوت 2018 بعين النّعجة عن عمر ناهز 81 سنة بعد صراع مرير مع المرض، و لقد لقيت الفكرة موافقة أحد أفراد عائلة العقيد على أن يكون العمل بالتنسيق مع دار الأوطان لنشر و التوزيع

المشروع تبناه شاب اسمه حمزة قاسمي (موظف) ، وهو من الشباب الذين يؤمنون بالعمل الجمعوي و البحث في تاريخ الثورة الجزائرية حيث دفتعه الروح الوطنية لتبني هذا المشروع الذي يعد فضاءً تاريخيا ، ثقافيا اجتماعيا و تربويا، وقد لقي المقترح موافقة من أحد أفراد عائلة الفقيد على أن يتم العمل بالتنسيق مع دار الأوطان للنشر و التوزيع التي يشرف عليها الأديب الطاهر يحياوي الذي كانت له مبادرة في طبع آثار العقيد محمد الصالح يحياوي من خطب و مذكرات، و تعود هذه المبادرة لما تركه الفقيد من فراغ في قلوب أفراد عائلته و أصدقائه المقربين الذين أحبوه و عايشوه من رجال الثورة ، رغم التهميش الذي طاله و هو على قيد الحياة، بغرض إبعاده عن الحكم، حيث كان مرشحا ليكون خليفة للرئيس الراحل هواري بومدين، لكن حدث انقلاب بإيعاز من أطراف، لم يكن العقيد محمد الصالح يحياوي شخص عادي، بل كان رجلا يتمتع بكل الصفات الكاريزماتية التي تؤهله ليكون مسؤولا و قائدا و حاكما للبلاد.
و لعل تأسيس مؤسسة وطنية أو جمعية وطنية من شأنها ان تؤرخ لأعمال هذا الرجل و أفكاره، و تعرض خطاباته للدراسة و التحليل و الإرتقاء بها إلى سلم الحقائق الإجتماعية ، لاسيما و الأفكار التي كان يطرحها الفقيد أيام كان أمينا على حزب جبهة التحرير الوطني تحولت إلى مشاريع تبنتها أحزاب و منظمات وطنية مثل الديمقراطية التشاركية، و غيرها من الأفكار و الأطروحات، هي طبعا أفكار تتطلب مراجعتها لا التراجع عنها أو ركنها في الأرشيف (زاوية النسيان) يغطيها الغبار، كون الفقيد كان يدعوا مع كل فكرة إلى التعامل مع المنطق و الواقع، و عدم الهروب من أي مأزق أو إخفاقات، كذلك التعامل مع الواقع و الحقائق بكل شفافية من أجل الإرتقاء بالأمة و الوطن، طالما هناك كيانات و تعدديات و "صراع أضداد"، لكن أطراف لم تكن على وفاق مع أطروحاته، فقد شخص الفقيد في خطبه و بكل مسؤولية الواقع السياسي و هو يقود حزب جبهة التحرير الوطني يوم أوكلت له مهام تسييره و إدارته.
و ليس مجاملة لو قلنا أن خطاباته تليق لأن تكون مقررا يدرس للطلبة في الجامعة، فالعقيد محمد الصالح يحياوي لا يعتبر رجل الجيش و لا يعتبر رجل السياسة، بل هو يجمع بين هذين العنصرين صفة أخرى هي المفكر و الكاتب، و الذي يطلع على خطبه يجد أنه يتمتع بأسلوب عربيٍّ و حماسٍ شديد الحرارة، مشحون بالحٍسِّ الوطني، كما يحمل صفة "الباحث" الذي ينفعل بالقضايا التي يعبر عنها بكل صدق، ضف إلى ذلك أنه صاحب موقفٍ، و يكفي أنه مؤمن بعروبته، شديد الحماس لتراثه، يذكر أن هذا المشروع لقي عقبات كثيرة، حيث كان في بداية الأمر قد طرح من طرف أحد أبناء المنطقة بمدينة المسيلة الذي اقترح تأسيس مؤسسة وطنية تحمل اسم العقيد محمد الصالح يحياوي لتخليد اسمه و أفكاره و تكون في مستوى الفقيد، و تكون لها مهام شبيهة بمهام مؤسسة الأمير عبد القادر بوهران أو مؤسسة عبد الحميد ابن باديس بقسنطينة،أي مؤسسة تؤرخ للذاكرة الجماعية، لا يقف نشاطها عند تنظيم الملتقيات و إحياء المناسبات الوطنية فقط، بل تفتح بابا لتكوين الأجيال من خلال تنظيم تكوينية لفائدة الطلبة و الشباب و تدريبهم على فن الحوار و الخطابة و سلوكيات تليق بالمسلم الجزائري، من أجل غرس فيهم الثقافة التاريخية و حب الوطن و روح التضحية، و التآخي و التآزر بعيدا عن كل أشكال الإنتهازية و حب الذات و تمسكهم كذلك بموروثهم الثقافي على أن يتم الإعلان الرسمي عنها خلال إحياء ذكرى وفاته الثانية في أوت المقبل من السنة الجارية (2020) بمسقط رأسه عين الخضرة، لكن كعادة الأحزاب و التنظيمات وقع خلاف حول من يرأس المؤسسة و مصدر تمويلها، تمت مناقشة هذا المشروع خلال التحضير لأربعينيته، و الفكرة حسبما كشفته مصادر مطلعة عرضت في بادئ الأمر على منظمة أبناء المجاهدين لكن المنظمة بقيادة امبارك خالفة واجهت عقبات، حيث وجدت نفسها مطالبة بتقديم ترخيص من منظمة المجاهدين، و بالنظر للجو المكهرب بين المنظمات الثلاث ( المجاهدين، أبناء المجاهدين و أبناء الشهداء) كان على السلطات الولائية إلا أن ترفض تقديم أي ترخيص لأي نشاط ينظم باسم الفقيد، كون المسألة لا تعدوا عن كونها صراع حول الألقاب و تصفية حسابات، و أن أطرافا تريد الإستثمار في مسيرة العقيد و استغلال اسمه تجاريا ، فباءت كل المحاولات بالفشل، و تقلص المشروع من مؤسسة وطنية إلى جمعية وطنية، أعيد النقاش حولها في ذكرى وفاته الأولى التي نظمت بمدينة المسيلة بعيدا عن مسقط رأسه عين الخضرة، حيث تكفل شاب و الذي ذكر اسمه آنفا، بتبنّيها و قال أن همّنا الوحيد من إنشاء هذا الفضاء من أجل إعلان راية الحق و إنصاف رجال الوطن الذين ضحوا بأغلى ما يمكن من أجل هذا الجيل المتعطش للحرية و الديمقراطية، و الجمعية حسبه تهدف إلى الإهتمام بالجانب التاريخي و الثقافي و الحضاري باعتباره القاعدة الأهم في فهم تاريخ الجزائر و مسيرتها النضالية.
و العقيد محمد الصالح يحياوي عضو مجلس الثورة يعد من أبرز قادة الثورة، من مواليد عين الخضرة بالمسيلة، ترعرع ببريكة على يد والده الشيخ عيسى يحياوي عضو بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، عمل قائدا للأكاديمية العسكرية بشرشال و أشرف على تعريبها، و يعد أكبر جريح في الثورة الجزائرية، كانت له لقاءات مع زعماء دول و منهم جمال عبد الناصر، و ما زال الكثير يتذكر مقولته الشهيرة يوم التقى بقائد الفريق العسكري الفرنسي الذي جاء إلى الجزائر لنزع ألغام الإستعمار الفرنسي:" لقد حاربناكم رجالا لرجال..و اليوم نستقبلكم رجالا لرجال"، كما كان العقيد من المقربين للرئيس هواري بومدين، توفي في 10 أوت 2018 بعين النّعجة عن عمر ناهز 81 سنة بعد صراع مرير مع المرض ، و كما قال المجاهد عبد الرحمان بلعياط عضو قيادي بحزب جبهة التحرير الوطني فإن المجاهد محمد الصالجح يحياوي عاش مناضلا ومات مناضلا للجزائر ولجبهة التحرير الوطني.
علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى