عامر الطيب - بكى طفلنا و نحن نتضاجع.. شعر

بكى طفلنا و نحن نتضاجع
فغطّيناه
ليسكتَ
لكنه استمرَ يقطّع صوته كفراغ الأشجار
و بدورنا واصلنا
الإنغماس ممتلئين بالطيبة
والحقد
و حذرين من أن يكبر الطفل
قبل أن نصلَ النشوةَ في اللحظة ذاتها !

بكى طفل في الشارع
و أنا أحدثك عن شغفي بملايين
الصور التي يبدو عليها جسدك في الصيف
فقلتِ :
هذا ليس طفلنا
لكني مستثارة
و ينبغي ألا تكمل حديثك حتى نتأكد !

بكى طفل في الحقل
لأن قدمه اِلتوتْ.
طلبتِ مني أن أساعده،
كنت أود أن أحضنك في الريح
إلا أنّ الضرورةَ
اقتضتْ
أن أنسى حقي في الحب..
بكى طفل آخر
و نحن نغادر طريقنا
فخوفته ليكمل بكاءه الآثم في البيت!

حتى في الحمام
كان أطفالنا و اطفال الجيران يبكون
بسبب الذعر
أو الوحدة
أو الجوع
انظري إلى يدي ترتجف
لقد تجردتُ و أنا أضعها
على فم أحد الكواكب لئلا يبكي !

قررنا ألا نسمع البكاء .
في الحقل قلنا أنه زقزقة عصافير شبقة،
في المطبخ
قلنا هو إنزلاق إحدى أقدام الطاولة،
في المكتبة
زعمنا أنه صرير باب قديم في الخلف ،
و في العالم البعيد
بدا الصمت مرعباً
فاعتقدنا أنّ أطفال البلاد كلها ينامون الآن !

أطفال العربية يبكون بالعربية،
و أطفال اللاتينية يبكون باللاتينية
لكنَّ طفلي الصغيرين
يبكيان بلغة غامضة
معتقدين أنها لغة العالم جميعاً !

بكى طفلنا الآخر
و نحن نقبل بعضنا
جرَّ ثوب أمه يريد ماءً
قلتُ لها:
افعلي أي شيء لإسكاته .
شرب و نام،
أطفالنا الصغار مُحرِجون دائماً ،
جفت أجسادنا
و نحن نسليهم
ألا يمكن أن توفرَ لنا الطبيعة أطفالاً لا يبكون!
#هامش
كبر طفلانا
و صارا يتركان لنا فرصة
لنجلس وحدنا
لكن بعد أن صرنا وقورين تماماً ،
حفظنا أجسادنا
و شاهدنا عرينا آلاف المرات.
كتبتُ لك في العمل :
برأيك كيف يمكننا أنْ نستعيد اللهفة
القديمة في الجنس؟
فكتبتِ بإقتضاب و سخرية و إثارة:
حبيبي المغامر
هل يمكننا أن ننجب طفلاً ؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى