عامر الطيب - خمسون فكرة عن الوقت.. شعر

خمسون فكرة عن الوقت
خمسون ظلاً يفقد أثره على الجدار
خمسون حكاية ستبدو رهينة الضوء
خمسون رجلاً في غرفة معتمة
طلب من كلِّ واحد منهم
أنْ يكتبوا شيئاً طريفاً عن الحكمةِ
فبدت الحقيقة شاخصة على شكل
مئة يد تتلمس مقبض الباب !

لا أحب الحبَّ كما أحبُّ الغيمة
و الصورة و الحقل،
لا أعرفه كما أعرف نفسي
ولا استطيع أن أقدم له شاياً أو خبزاً أو جريدةً،
لا أجده في البيت
ولا في الغابة
لكنني لمحته وديعاً مثل أقدم أعدائي!

سافرتُ، هاجرتُ، ضعتُ، طرتُ،
غادرتُ الجلسة متصارعاً
وصلتُ عتبة الباب
و عدتُ لأخبركم:
أني نسيتُ شيئاً هنا
قد يكون نظارتي أو هاتفي
لكني مشوش أيضاً
لعل هاتفي يرن الآن
لعل نظارتي مقلوبة على وجهها
حسنا سأصل مبكراً
طريقي فارغة عندما لا تصطدم خطواتي !

جهزتُ صفحة على الفيسبوك بإسم الإله وحده
عرّفَ الإله نفسه على أنه إله الحب و بوذا و يسوع
إله الخارجين و الإرهابيين و المرضى أيضاً
بدأتْ تصلني صلوات مضحكة
من قبيل صلاة امرأة قرأتها البارحة :
إلهي أنني مصابة بفوبيا الكتب
أخاف أن أفتح الكتاب
و أموت .
ضحكتُ مطولا وأنا أقرأ
غير أن هناك صلوات صادمة من بينها
صلاة فتاة صغيرة قرأتها قبل ساعات:
إلهي
لقد فتحت والدتي أحد كتبك القديمة
و لم تمت اليوم !

ذبل جسدك
و ذبل جسدي
نمنا على سريرنا كما ننامُ في قطار
بين لحظة و أخرى
يفز أحدنا و يفتح النافذة
لئلا نكون قد عبرنا المدينة سهواً
ثم أكملنا نومنا ساعات مطولة
كأننا نسينا اسم المدينة
المألوف في النوم !

عامر الطيب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى