جوانا إحسان أبلحد - توصيف التناص أو التوارد على السرقة الأدبية التحويرية.. باطل جداً

ضربٌ مِنْ الخَبَل أن تتوقَّعَ النزاهة بالسارق الصريح/ البدائي الصريح..
وعليهِ مَنْ يسرق إبداعكَ بالنسخ واللصق الكامليْن دون تغيير مفردة وفقط يُغيِّرُ اسمكَ، هذا أخفُّ علينا وجدانياً ثُـمَّ أسهل علينا إبداعياً مِنْ إثبات سرقته..
لكن ماذا تفعل مَعَ الشاعر/الناقد (القدير) وهو يسرق مِنكَ خاتم رؤاكَ النقدية أو سِوار كناياتِكَ الشِّعرية بطريقة التحوير البسيط، وهوذا تشاهد أشلاءَ مجازِكَ البِكْر متناثرة على أسفلت كلماتهِ..!
كيف لنا أن نثبت هكذا سرقة ؟، أسمع أغلبكم يقول: بالمواجهة المُباشرة وتبيان أسبقية نشر الفكرة.
وماذا لو واحدنا لديهِ ظرف حياتي عصيب حالياً ولايريد أن يزيد على مُنغِّصاتهِ اليومية عُلقميَّـة إضافية - بتلك المواجهة -.
أو ماذا لو الطرف المقابل بدائي جداً أو مسعور جداً أو ذو صفراوية بالسيرة وَ السريرة، وتريد أن تنأى بنفسِكَ عَنْ كيديَّـة نهجهِ أو سُعار ردودهِ..وتحبذ الاستمرارية بُرقيِّ جبينِكَ والمقرون بسلامكَ الداخلي أو صفائكَ الذهني الذي تحتاجه لإتمامِ منجزٍ أهم وَ أعجل.
:
ثُـمَّ تصوَّرْ أنكَ تواجه مُعوِّقات قوية -وعلى اِختلاف أنواعها- فتمنعكَ حالياً أن تجمع إكسير إبداعكَ الشِّعري/النقدي بكأسِ إصدارٍ ورقي وتشربهُ بصحة توثيق الملكية الفكرية والمنتهَكة مُسبقاً بهذا الافتراضي..
بَلْ سترى السارق التحويري قد سبقـكَ بتقديم خاتم رؤاكَ النقدية أو سِوار مجازاتِكَ الشِّعرية ( شبكة ) لعروس إصدارهِ الورقي العاجل.
وشخصياً عندما قمتُ بالإصدار الورقي قبل سبعة أعوام..كانَ أشبه بعملية تسجيل مُتأخرة لـ ولادات إبداعيَّة جاءتْ بمستشفى هذا الافتراضي قبل حفنة سنوات مِنْ تحقيق الإصدار الورقي.
:
ثُـمَّ تصوَّرْ أن السيد مارك تبادرَ إلى ذهنهِ أن يهدم على رؤوسنا هذا المعبد الأزرق -كأنَّهُ لم يَكُنْ- أنَّى لنا إثبات أسبقية تقديم عطايانا الإبداعية في هذا المعبد، والمعبد آلَ لكومة أحجارٍ زرقاء (لايكات زرقاء). وهذا ما حدثَ لبعضنا قبل حفنة سنوات، عندما سفكنا دم إبداعنا بالمواقع الشِّعرية القديرة -قبل اِختراع الفيسبوك- وبكبسة زر تلاشتْ (غُـلِـقَـتْ)، وتلاشى معها تاريخ الميلاد الأصلي لنتاجاتنا الإبداعية وعلى كميِّتها الكبيرة/التراكميَّة، بأيِّ موقع إبداعي سابقاً..
:
جميعنا يعلم أن إثبات الملكية الفكرية على الافتراضي، هو بتبيان أسبقية تاريخ النشر، بينما هذا الفيسبوك يمنح خاصية (تغيير التاريخ) للمنشور، وهذا التغيير قابل فقط للرجوع بماضي الأيام، لماذا هذهِ الخاصيَّة المقيتة ؟!
لكن السيد مارك أنبل وأذكى مِنْ أن يرمينا كُلياً ببالوعة هكذا مَظْلَمَة، فجعلَ
خاصية (تغيير التاريخ) لاتلغي تماماً تاريخ النشر الأصلي، فلو وضعنا المؤشر على تاريخ منشور أحدهم، ستظهر لنا نافذة صغيرة مستطيلة تُبيِّن تاريخ نشره الحقيقي سواءً جاءَ مطابقاً للتاريخ المرئي أي (غير مُغيَّر) أو بتاريخ مُختلف أي (مُغيَّر). لكن مَنْ يخطر على نواظرهِ الفيسبوكية المتسارعة / المُــشـتَّـتـة أن تُساورَ هذا التحقُّق مِنْ مادة أحدهم وقبل أن يتشكَّل انطباعكَ المغلوط بأنَّ فلاناً تناولها بعدهُ وبأسلوبية متقاربة، بينما هو الذي ( نَـشَـلَـها ) مِنْ جيب الفلان، لكِّنِهُ غيَّرَ تاريخَها بجعلِهِ قبل مادة فلان المغبون.
وعليهِ يازميلي الشاعر/الناقد (القدير)، حتى لو قمتَ بفعل السرقة التحويرية ونشرتَ مادتكَ اللقيطة، وبديهياً/منطقياً جاءتْ بعد تاريخ نشر المادة الأصلية، لكِنَّكَ غيَّرتَ تاريخها بجعلهِ قبلها. فاِسمحْ لي أن أهمس لكَ بأنَّ المتلقي المهتم بالأمر/الشكَّاك بالأمر، بمجرد أن يضع مؤشر فأرتهِ الأنيقة على تاريخ منشورك، ستظهرُ لهُ نافذة صغيرة مستطيلة تُبيِّن تاريخ منشوركَ الحقيقي واللاحق بساعات عديدة أو أيام كثيرة بعد تاريخ المحارة الأصلية التي سرقتَها مِنْ شاطيء جارك المبدع/ة.
ويا لصفاقة وجهكَ بهكذا سلوكيات مُتذاكية / مُتصابية أيها (القدير) !
:
أيضاً هناك خاصية التعديل على المنشور وقد جعلَ السيد مارك مشكوراً (عرض سجل التعديلات) مُتاحاً لرؤية الجميع.
أي يا زميلي الشاعر/الناقد، حتى لو ذهبتَ لمنشورٍ لكَ وردَ قبل سنوات وحذفتَ كامل مادتهِ، ثم ألصقتَ مادة أخرى جديدة تماماً ومسروقة كلياً أو تحويرياً، المهتم بالأمر/الشكَّاك بالأمر لو فتحَ سجل تعديلاتكَ وعادَ لأول خاناتهِ، سيعرف أن هذا المنشور كان يحوي المادة الفلانية العتيقة لكَ وقد حذفتَها تماماً وألصقتَ أخرى جديدة تُبرهن سرقتكَ وتحوي أيضاً تاريخ تعديلكَ الوارد بعد منشور المادة الأصلية لكن بتواريخ سجل التعديلات أما التاريخ المرئي للعامة فسيبقى يظهر عتيقاً أبان نشر مادتكَ العتيقة.
ويا لصفاقة وجهكَ بهكذا سلوكيات مُتذاكية / مُتصابية أيها (القدير) !
:
ثُـمَّ هُناك مَنْ يتضخَّمُ عندهُ فعل الصفاقة ويدَّعي أن هذهِ المادة موجودة بكتاب ورقي لهُ، وقد صدَرَ قبل اِختراع الفيسبوك بَلْ صدرَ حتى قبل اِختراع المنجنيق العربي.
وبرأيي هكذا إدعاء يبقى برسم البطلان والجَعْجَعَة الافتراضية ليسَ إلا..ما لم نمسك كتابكَ الورقي بكـفـيِّـنا ونتحقَّق أولاً مِنْ صحة طباعتهِ الرسمية وتوثيقه المعتمد، ثُـمَّ نُعاين فيهِ المادة المُـدَّعاة لكَ.
لأنكَ بواسطة طابعتكَ البيتية تقوى على السحب الورقي لمادتكَ المُحوَّرة، ثم ترزمها مَعَ أوراق أخرى على هيئة كتاب وقد صمَّمَتَ مسبقاً غلافه وصفحته الأولى باِحتوائها على الذي تدَّعي بهِ، مِنْ تاريخ وأسماء وأرقام..ثُمَّ تلصق لنا صورتها هُنا، أو صورة المادة المتنازع عليها مِنْ كتابكَ الوهمي أو صورة غلاف كتابكَ الوهمي...إلخ تلك السلوكيات الـمـنجـنـيـقـيَّـة !
:
وبرأيي توصيف التناص أو التوارد على السرقة الأدبية التحويريَّة- باطل جداً - وينضوي تحت البدائية الفكرية المقرونة سلفاً بالضحالة الأخلاقية لذاك الواصف..سواءً كان الواصف هو السارق المُـحَـوِّر أو زميل منافق لهُ، يُبدي رأيه بالمسألة..
:
ومِنْ نافذة رؤية مُغايرة وَ مؤنسة في آن :
هَلْ تعلمون كم الذين/اللائي يعيشون كـ طفيليات إبداع على كيانٍ إبداعيٍّ آخر أسمن وَ أسخن.. !
أي يقتات واحدهم على المُغذيَّات الإبداعيَّة للآخر، وبطريقة الاِلتقام التحويري البسيط، لأيِّ مجاز شِّعري خلَّاق أو رؤية نقدية نيِّرة.
وهناك الأخف فوعة طفيلية وهو التأثُّري التوَّاق، والذي يتأثَّر بالمواضيع الشِّعرية أو النقدية التي يتلقاها هُنا، ثم يكتب بنفس الموضوع لكن دون سرقة سافرة لمجازات الآخر. ولولا مرور المواضيع العميقة تحت نواظرهِ هُنا..لما خطرتْ يوماً على فِكْرهِ السطحي.
هذا المبدع الطفيلي بنوعيْه أعلاه، لو قرَّرَ السيد مارك غلق الفيسبوك وكذلك اِنغلقَتْ عليه عوالم الأنترنيت الأخرى، يقيني أن عروق جبينه ستجفُّ كُليَّاً وسيعلن اِعتزاله الشِّعري أو النقدي.
:
أعتقد مَعَ تقدُّم الإنسان المبدع بالعُمر، قدراته الوجدانيَّة/الإبداعيَّة تخفُّ وَ تبلى..
- هذهِ رؤيتي الشخصية -.
ولو أخذنا مثالاً بأيِّ شاعر كبير-معاصر أو حديث- سترى الفرق الشاسع بين أواخر نتاجاتهِ الركيكة وأوائل نتاجاته القوية لغوياً وَ رؤيوياً.
ولا أقصد بأوائل نتاجاتهِ بمرحلة ما قبل الاِحتراف، بَلْ أقصد بمرحلة نضج تجربته الشِّعرية وذروة سنوات الاحتراف لديهِ بعُمْرِ الشباب.
وعليهِ أقرأ أكثر مِنْ شاعر/ناقد كهل -آنياً- يعيش كـ طفيلي على مغذيَّات الإبداع
الـفـتـيـة / الفارهة بالنتاجات الشبابية - القوية - التي حوله، لكن هؤلاء الشباب بعمرهم العشريني أو الثلاثيني أو حتى الأربعيني، اسمهم غير معروف بقوة اسمه الخمسيني أو الستيني أو السبعيني.
:
وهوذا أدناه أتأمَّلُ بحزنٍ وَ حَنَقٍ معاً :
أغلب شعراء الثقافات الأخرى بقديمهم وحديثهم، نتلمَّسُ فيهم إنسانـيَّـة الشاعر الصفيَّـة ثُمَّ شِّعريَّـة الإنسان الرضيَّـة..إلا بني الشِّعر العربي - آنياً -،
بعضهم/أغلبهم/جمعهم..لا أقوى على تقدير عددهم، بَلْ أقوى على تأكيد فكرة أن رِفعة شِّعريتهم لاترفع مِنْ سُـفـلـيَّـة إنسانِهم !
شخصياً أرى آلاتي:
الشِّعر قبل أن يكون مجرد اِحتراف لغوي ومجازي فهو نزاهة إنسانيَّة مقرونة بـ رُقْيٍّ وجداني.
والنقد قبل أن يكون مجرد تخريج رؤيوي فهو نزاهة إنسانيَّـة مقرونة بـ رُقيٍّ فِكْري.
لماذا الشاعر العربي لايحاول أن يُقارب بين الشِّعريَّة الرضيَّة والإنسانيَّة الصفيَّة؟
أم لأنَّ نعت (العربي) المُلصق بهويتهِ الإبداعيَّة تجعلنا نجزم بديهياً أنه يحتاج سبعة آلاف سنة ضوئية ليتعلَّم فعل النزاهة ؟!
:
ألفين وَ اِنعدام الشِّعر العربي الذي يرقى بإنسانيَّـة شاعرهِ - آنياً -
جوانا إحسان أبلحد



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى