أمل عايد البابلي - بنات أفكار نيوتن..

ذات صباح
نظرت في السماء، وسقفها المزرق معلقة عليه صرخة الوجود. فأبتلعت الليل مثل نار تأكل الحطب، فتحولت الأرض إلى رئة مملوءة بالثقوب العارية
وفي ذات يوم
ستوشم في ملامحك غبار القيامة
كأنه زبد ساخن يُطفئ مصابيح الأعمى
ويفرّ من عبث يزيدك حيرة
وفي ذات غفلة
تتراص كل الكتل المجففة من لحم معبأ في ثلاجة الخلق،
وجدران الفضاء تتحطم بهراوات غليظة كي يهووا في الفراغ .
وفي ذات بصمة
أولئك الذين يحملونها ابتسامة
بصمة عين،
بصمة أصبع
بصمة حضور
رحيلا
حزنا
جنونا
ستايل
جِراحا
قتلا
اعتزازا
رفقة
كل أولئك شاركتهم الاهتمام والخلود
وتبكيها آلاف الساعات من الوحدة
وفي ذات فكرة
حينما تغزوك عظيمة مخيفة
ستذهب في رحلة طويلة في خلايا الدماغ
رحلة غير ما اعتدت عليه سابقا
ليقول لك نيوتن لا تسقط في غور الجاذبية، وأنشتاين بلا تهور لتحظى بالمتعة،
ويهبط اسمك في رثاء بشاعرية عالية، أم بغزل شفيف…
لتقول لك فكرتك توقف أين أنت تسير؟
فلا تحول رقبتك لمشنقة تتدلى منها عناقيد جثث الكلام حينما تصمت.


أمل عايد البابلي
٭ العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى