نوارة خنسا - بينما أنتَ ترتبُ ليلَك الحزينَ ربما

بينما أنتَ ترتبُ ليلَك الحزينَ ربما
وتضعُه على عينيك الباردتين،
بينما ترتب أصدقاءَك
وحكاياتِهم
بينما تضعُ كل يومِك في سترتِك السوداء
المعلقةِ في الغرفة،
كنت أكتبُ صباح الخير وأمضي كامرأةٍ أحبّتك
ولم تستيقظ خطواتِها بعد .
بينما تخرجُ إلى الشارع تجالسُ رجلاً عجوزاً ،
يحكي لك حكايا الماضي عن فتاةٍ رصفَت قبلاتِها على جسدٍ محفورٍ بالتعب
كنت أعدُّ شاماتك بحذرٍ ..
وأشيخ .
بينما تستمعُ لأغنياتك المفضلة،
أو تأكلُ طعامك الذي تحب
بينما تشاهدُ فيلماً عن الحرب العالمية،
أو برنامجاً منوعاً،
أو تنتظرُ الأخبار عن أحوال الطقس
أو أن أختَك الصغرى تحدثُك عن آخرِ الصيحات للأنثى،
كنت ألاعب طفلاً ،
لا شيء ليفهمَه إلا لعبةَ الحب .
بينما تغسلُ وجهَك على نورٍ
وتنظفُ أسنانك بعجلٍ
وتأخذُ نفسْكَ من مرآتك
بينما تضع العطرَ على جسدك
كانت تخرجُ أنفاسي من النافذة
حزينةً.
بينما تخرجُ إلى شرفتِك ترمي نظراتِك لزهرةٍ أو لعصفورٍ جائع،
بينما تلاطفُك شرفةُ إحداهنّ بقبلةٍ ،
أو بنظرةٍ على نافذتك النائمة،
بينما تردُّ السلامَ على أحدهم
أو تعِد الآخر في ساعةٍ ضائعة
كنت أُجمعُ صورَنا في شريطٍ مسرعٍ
ثم أغني .
بينما أنت تنتظرُ الوقت
بينما تتعلمُ العزف على آلةٍ صامتة
بينما تلتقطُ صوراً للعالمِ المرتب،
وفوضاه داخلي
بينما تقفُ على الرصيف ترفعُ يدَك ملوحاً لحافلة لاترى
وبينما تقف في المحطةِ منتظراً خطوتك الاولى
بينما تجري مكالمةً تخبرُ فيها أمك عن تأخرِك المتأخرِ
بينما تفعلُ كل هذا
كنت أعلّق يوماً على مسمارٍ في ذاكرةٍ يأكلها الصدأ
بينما ينتهي الضوء،
ولا تفعل أنت أي شيء يُذكر
كنت أُطعمُ ضحكاتك لوسادتي وأغفو
كآخر امرأةٍ أحببتَها
نامت ولم تستيقظ منذ زمنٍ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى