عامر الطيب - الأقلّ من حبكِ

الأقلّ من حبكِ
و الأكثر منه ليس سيئاً
لكنه لا يناسب حياةً رطبةً مثل حياتي
ذلك أنّ الأقل سيكون زائداً عن حاجتي
و الأكثر لا يكفي !

من أجلك الألمُ و الشكوى
من أجلك الفرارُ و الخذلان و قطع المسافات ذاتها
مراراً .
لقد دار اسمي على الألسن
حتى بدا مألوفاً كقصةِ رجلٍ عارٍ
في الهواء .
مع كل تلك المزح الجارحة
حافظتُ على أن أعتبرك البلاد الصابرة بعد الحرب
حافظتُ على حقدكِ و نسيانكِ أيضا
و دربتُ اسمكِ الصغير
على أن يخطر ببالي مرةً واحدةً في الأسبوع!

القصائد التي أضعها لم تكن مناسبة
لامرأة من القمم
أو من الغابات أو من المدن الصاخبة
أنها لك أنتِ الوحيدة
في القاعة
حيث تنشغل النسوة بالرقص
تستغلين ذلك الإلهاء الهائل
و تدوسين على قدمي !

أعرفُ إلهي.
أعرفُ أنه سيدعني و شأني .
سيقرأ رسائلي و يتثاءبُ فقط
إلهي العزيز
سأتوسله عندما تغرق الدنيا و تطير البنايات
كما لو أنها تفعل ذلك برغبتها ..
إلهي الرحيم
سأحبه عندما يرد اسمه سهواً على لساني..
إلهي القدير
سأصلي له عندما يدلني
على المفتاح المناسب
قبل أن أجرب المفاتيح كلّها!

مضت الحكايات كما تتلاشى لحظاتنا
على الغلاية
نتحدث و نحن بإنتظار الشاي
ثم يفيض فجأة
فيقفز أحدنا ليرفعه عن النار
فيما يبقى الآخر ساهماً
كأن ما حدث ليس سوى مزحة موجعة
لذاكرة الشاي البارد !

قبل مئات السنين
كانت الأنهار تجري على نحو سيء
لكن الأسماك سعيدة للغاية
إذ لم يكن البشر قد ابتكروا الفخاخ بعد
و لم تكن هناك الكلمات
التي جعلتهم يفكرون بحبس الأسماك
الزاهرة في الأحواض .
قبل مئات السنين
كانت ثمة هاوية متاحة
مثل موقد بعيد
للتسلية و الدفء
إلا أن حكاياتنا الآن بدت تتشابه
مثل حكايات السجناء
و صار على أحدنا أن يحرق شيئاً ليعتاد !

" موطئ قدم أو مسقط رأس "
لكنها المدينة التي جئتَ منها
و جئتُ منها أيضاً ..
تلقفنا بعضنا طفلين و مشينا معاً إلى الليل
بردت الأعضاء و الأحاسيس
و لطخت الحرب جميع الجدران بالدم
و الهواء ..
اعذرني لقد كنتُ متشعبةً
وقد طاب لي أن أحبك في مدينة واحدة
و أتنكّر منك في أبرد مدن العالم!

مع إتساع عيني المرء
يتوقع أنه سيرى الطريق كاملاً
لكن ما يحدث هو العكس
تتشوشُ الأشياء و تندمج تماماً
و ذلك ما يحدث في الحب
و الحكي الدافئ و المرح
و عند التحديق بصورنا العتيقة أيضاً
كأنها المريض الذي سنعالجه غداً !

طريقي كلُّه كلمة واحدة
إن كنت تنتظرني فساعدني لأبتكرها
أما أن كنت تتسلى بالمشي معي
فتعال نقعد هنا
لنرتاح
أيها الجمال الرهيب في أقصى
جفاف الأمطار
أنني أعمل منذ سنوات طويلة في الأرض
أعرف الخوف
و ذبول العشب و النسيان..
أيها الغيب المثير للتطلع و النوح
حياتي لم تعد صالحة لنهايات المدن و الأشجار
فمن الأنسب أن تُطلعني على نهاية يومي فقط !

أنا رجل مناسب لأن يؤدي دور
شرير وسيم أو ضحية غارقة بالسأم
أو مهرج
يخفي ندبة في مكانٍ ما في جسده..
يمكنني أيضاً أن أكون عاشقاً
في فيلم من دقيقتين فقط
أكثر من ذلك الوقت يبدو أشبه بالورطة
التي قد تجعلني أقع
بحب الممثلة الرديئة إلى الأبد !

عامر الطيب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى