إبراهيم بجلاتي - ويسألونك: كيف حالك؟

ويسألونك: كيف حالك؟
قل: بخير طالما الشاي لا ينفد والسيجارة بين أصابعي
قل: بخير وأنت تعلم أنهم لا ينتظرون ردك
يختفون كسمكة في المحيط
أو كما كانت تقول: فص ملح وذاب
قل: كيف حالكم؟ كونوا بخير دائما
الحياة سريعة
وأنا بطيء
أووووه، لست بطيئا في الحقيقة
أنا جالس في مكاني
أراقب العالم
وهو يقتل الكلاب
ويضع السم للقطط
البطاريق تنقرض
والفيلة ايضا
وأنتم تعرفون كم اسدا في حديقة الحيوان
وكم طفلا يموت كل ساعة
كهيكل عظمي.
كونوا بخير دائما
واسألوا: كيف حالك
في المرة القادمة
سأقول لكم:
كنت أشاهد فيلما عن آخر الرعاة في داغستان
والفيلم يبدأ هكذا: عندما كنت صبيا أردت الوصول إلى قرية في الجبال، سلكت الدرب الذي كان يسلكه أبي، استوقفني شيخ وقال لي: دع درب أبيك لأبيك، واخترع دربا يخصك.
لم أخترع شيئا على الإطلاق
حتى هذه العزلة
نعم
بول أوستر
والأب المنضبط
غير المرئي
المستقر في بيته الكبير
دون صورة له
أو لهما معا
دون فاتورة كهرباء
دون ورقة
أو قلم
كيف حالك؟
أنا بخير
لكن فأراً دخل ماكينة النقود
أكل ثمانية عشر الف دولار ومات
هذا خبر حقيقي في جريدة
مزحة سوداء
تليق بعصرنا الحاضر
أنا بخير
مثل وحيد القرن الأبيض
وهو يرقد إلى جوار أخيه
آخر عظيمين في سلالة عظيمة
أنا بخير
ولدي المزيد

إبراهيم بجلاتي
٢٧ ابريل ٢٠١٩


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى