نصيف الناصري - رياح الشجرة المعتصمة بأقمار ثعابينها

في التعري من اجنحة الاحلام
في ازاحة اقنعتنا المتشققة اللامرئية
في العليقة اللاهوتية ذات اليقظة المرهفة،
نطارد الثمرة الاخيرة لشجرة الاعراس، ونحفر ارض جروحنا
مع نسمة اول سيف،
وبين العالي والواطيء
نبحث في متاهة الراهن واليقيني
عن سنبلة الماهية،
الزمن يتمطي في شفاهنا، وشواطئ ملحنا تترنح
علي الحافة المنحدرة صوب الشمس المقيدة الي الصقيع،
هل يمكن لنا ان نفكك ونتخطي اللاوجود الذي يتلوي في الفراغ؟
ليس بين المحسوس والمتجاوز الا الرؤي الغامضة للكلمة
المضمرة التي لا تدرك الا باللمس.
الادراك
ارادة الحضور
المدلولات، وعقل الكلمة بأشجارها السود المزهرة
دائما في اعماق الهاوية، واسلحة الصاعقة الانتقائية
والشكوكية التي تهدم ما نبنيه وما ينبغي ان نصل اليه،
هل ينصت الإنسان الي ما يقوله ملاك الصيف؟
هل يؤمن بالعوسج والياقوت الذي ينتظرنا والذي تنبأت
به الببغاوات ذات الاثداء المزدوجة؟
يا شمس البحر اعينينا ويا انقاض الاعياد
متي نصعد الي قمة فجرنا الابدي، تاركين ابراجنا
التي لطخها ذرق الوعود والاحلام؟
هل نحصل علي إرثنا المعلق في رياح الشجرة المعتصمة
بأقمار ثعابينها المنقسمة ما بين الجحيم والفردوس؟

ينقصنا تلمس الكينونة وعناقها
تنقصنا سخونة الفعل التي تهدهدها تكسرات الزمن،
عطور عشقية تنتشر في الهاوية وتغرينا بمطاردة
أشجارها ذات اللحاء السميك.

15/3/2002 مالمو/السويد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى