أحمد رافع - أطفو كلما يخرج من أُمي نحيب

I
يتعالى الموج الصاخب ،
وأنا عند فم الرياح أحصد عظام السمك
لكم دفنت الدموع في العتمة
لكنها تتسرب من الوسادة
تنهض مخالب جائعة
كلما أتمرآى صيحة أُمي الخفيّة

II
هل كان الليل يحوك ساعته الطويلة
من جلدي؟
أنا أتلوى في دوران المغزل
والأنهر تطوي أذرعتها في عنقي
وليس هناك ما يرتّق ثقوب رأسي

III
أتعي المدن المتشبثة فوق أكتافي
ان الورود تئن بالفراشات الميتة
أم هناك سبب آخر
يجعل الرحيق واحة من الدمع
يغدق فيه النحل
بعد أن تتشبث صرخات القطط بوجه الصباح

IV
يطرطقُ صوت أُمي الحزين
يسقط مقطوعا من لحم الليل
ينتشلني من أعقاب الرحلة الأخيرة
هناك حيث الهاوية
أقف على صخور ملساء
اتأرجح دون أن يكون ثمة شيء
يدفعني إلى اليابسة
واهما أنني أمسك جدارا
كنت أتشبث برزم القش !

V
لا تلوّح يدي في الأفق
أطفو كلما يخرج من أمي نحيب
وأتيه في رغوة الغيم
تركض النوافذ المتفحمة قبالتي
تصنع من وعورة طريقها لوائح سوداء
لقد أكلت قدمي
كانت ترسم فتات أصابعي الممزوج بالحصى
متشظيا في الفضاء
هلا سألتم النجوم أين يمكن أن أجد لحمي
قبل أن أضع رأسي في طواحين الهواء وأهرب

VI
البحر يساوم لوعة الغرق
والزورق أعمى
لا يرى في انعكاس مرآة الماء
أشرعتي المهددة ومجذافي المنفلت
يترقب المجيء
حين يكتسي قميصي وجه الساحل
بلهاث ميت !

VII
تراودني الأفواه
تترصد نوبة السقوط من المنحدر
ولستُ سوى عشب يابس
يفتعل الغروب شُعلة الإحتراق
والهديل المتناثر من الأسلاك
يتلطخ بنشيج السرير
وتارة يضبّب زجاج الغرفة بدخان الريش
سأعود حاملا شظايا أنشودتي
حين تكف الرياح عن تمزيق أوردتي !

21،April
أحمد رافع




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى