جبار الكواز - العودة إلى (اور).. شعر

بابُها ليست (حطة)
فالداخلُ منها تكلّمه الرياحُ
وتكلّله الطيرُ
وتحرسُه الآلهة
اشجارُها ليست (طوبى)
وهي من ذهب الروح وفضة الماء وابنوس الفجرِ
شناشيلُها بسمةٌ تتدثر بالخوفِ
وتوزع مناشيرَها الحمرَ فوق الغيوم
نوافذُها قصائد غزل نائمٍ في المروج
فتيانُها أقمار مرايا الله
لم تزل حائرةًفي الأعالي
امهاتُها غادرْنَ النعاسَ إلى الألم
ونسجنٌ البكاءَ عباءات
وحملنَ افراحَهنّ فوانيسَ في المقابر
فأيّ الدربينِ عسلٌ إليها؟!
وايّ الدربينِ حليبٌ طرّز ثقوبَ سمائها بالمواعيد؟!
(دربُ الماء ام دربُ التراب؟! )
لها ما تشاءُ
(حجارة تبكي/كتاب نبيّ/اغان مهربات/سماء ورد/او شظية نام ابناؤها فيها حين استيقظتِ الحروب)
لم تغادرْها الاماني في صباحات فيروز
وعتباتُها تمشي على استيحاءٍِ
وهي تحضنُ ارواحَنا في قفص الظلال
ادخلها بالخوف
ومنذ رضاعة دخلتها بالدهشة
والان /الان/الااااااااان
لا دخولَ لها
بكلماتي وهي تعانقُ اطلالَها
باغانيّ اللواتي علمتنيها عالقاتٍ في الغبار
او سابحات في الاهوار
(بعد أن قيدني رتاجُها بضباب
وقال لي:آمين)
وبالأماني التي نسجتُها في أساريرها
ولم تطقِ السهرَ
وهي ترى اللهَ يقظا في آبارها يرتّل آياتِه معي
(لا أيامها امّحاءٌ
ولا نسيانُها قدرٌ
ولا دخولَ لها)
وسادخلُها...... لا/لا/لااااا
سادخُلها غداااا
حين يغشى قلبي في(بابل) بكاؤها
وعن حجارتها سأغني:
(عتبتي فردوسٌ
وأكراتي ملائكةٌ
وخشبي كافورٌ
ومسامير مشاحيف غارقاتٌ في السواد
وجسدي ترابٌ)
ادخلها الان......
سادخُلها.. لا/لا/لا
سلامٌ على أهلها النازفين
سلام عليَّ
وانا اخطّ المشيبَ عكازةً شطفتُها بعشبة النسيان
فبابُها ما زال خجلا حين دخلتُه غدا
وهو يقصُّ آلامَه في المخاض
(اور ولدت هنا
اور نامت هنا
او مرّت من هنا
اور ضاعت هنا
اور لن تموت هنا أو هناااااااك في الأعلى)
و(كلكامش) يبكي وهو يرى
(الظلام غابةْ
وانكيدو سحابةْ
وشمخا ربابةْ)
وفي زواياها التي ازدهرت في المياه
يختلُ المطرُ
و(اور) اخشاها وتخشاني متلفعا بالغبار
(اور عتبة تولد عتبةً... رغم الخوف والموت)
العابرون اقتنصوا لسا نها بضجيج مناجلهم
وعلقوا اثداءها في رقاب اسراهم
وهي تئنُّ.... تئنُّ.. تئنُّ
وانا عارٍ من توباتي
عارٍ من خطواتي
وهي التي سوّلت لي هجرٓها منذ طيفٍ
وحينما لمحتُ الفراتَ
ينشرُ اسمالَه في الضفاف
ويسلّمُ النوارسَ طهارتَه خلسةً
والخوفَ كلِّ امانيه
استوقفي القومُ باللمح
كسروا الافقَ
غسلوا عتباتِهم بالهمِّ
وهي تئنُّ وتئنُّ وت ئ ن ّ ُ
وألعابرون يمرون دونما تحية وسلام
قالت: سلامٌ عليك
وهيتَ لك.................
L’image contient peut-être : 1 personne, lunettes, gros plan et plein air


41

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى