محب خيري الجمال - على باب حديقة مجهولة.. شعر

على بابِ حديقةٍ مجهولةٍ
تركتُ أصابعي فى عنقِ شجرةٍ
بترها البكاء
وأنتِ تتناولينَ قصيدة حبٍ بائسة
تركها " بابلونيرودا " قبل رحيله بدقائق
صوتكِ الذى يتوغلُ فى عشب البرد
يحترقُ تحت وسادة الريح
تنتظرينَ من يشعلُ لكِ الطريق بالعشق الغائب
ويقول أنه يحبكِ
أنا رجل متآكل يا حبيبتى
لا وجه لي،،
اعتمدت على الكذب
لا شيء يميلُ إلى رقصاتي الرمادية
دمائي أول درس فى مناهج عينيكِ
لونه أول درس فى التاريخ
تخيلي.. رأيته فى "كسروان"
كسرة خبز عالقة فى ملاءات الغيم
تبتهجُ باسمِ الربِ
يسيلُ على كتفى نعناع بري فى "دير ياسين "
ينزفُ برمل الزيتون المعتق فى جِرار صعيد مصر
يختبئ فى مغارةِ حنجرةٍ مصابة بنتوء الحرب
فى الحد الفاصل لنهدي امراة من عشيرة الأرمن
قابلتة كنطفة لسلالة منقرضة فى جزيرة العرب
تخيلي.. أحببت "دمشق" و "بيت لحم " و "بيروت "
تطاردني عواصم القمح وحليب الجفاء
وحشرجة الماء فى "بغداد "
جسدى بنار الحصى البارز كبر وصار هيكلا لعجين الشمس
ينطُ حبله السرى ويقول لأمه الميتة أطعمينى طين الشقاء
الوردة كلما مرت على سنابلكِ تبكي
الساق الحافية فى الحقلِ وترٌ على وترٍ
تعزفُ أناشيد البقاءِ فى مقابرِ " أخميم "
تزور أصدقاء الرمان فى بيوت " حلبجة "
تخيلي.. أحببتكِ امرأة "كردية "
أدخلتكِ فى نقشٍ فرعونىٍ وردى النسمات
لونت أظافركِ بضحكة الشام
غسلت كلامكِ فى نهر النيلِ ونشرته فى رئة الحروف
أزلت شوائب البحر وقلت للأطفال المذبحين فى "سرت "
النخلة تحملنى للريح والريح لرحم التكوين
والتكوين لجنوب ضلوعي
و ضلوعي لامرأة الفراديس الأولى
تخيلي أود قطع أنف "واشنطن "
لأثأر لأبوالهول وقميصي الصحراوى
تخيلي يوما ما..
حملت ما بداخلي من غابات وكراكيب وقطارات
ودُمى ولعب صغيرة وصور قديمة
لرجل يسحب رأسي من ظل دبابة
تركض نحو غرفتكِ
أنا أعرفُ غرفتكِ تماما
هى لوحة من رمال تتعلق بذيل غيمة
تنهر أحلاما غير مكتملة..
ثمة قهر يندلق من دماء الخبز
الذى شويناه على مائدة الوطن المفقود
ونحن فى إنتظار قناص محترف "كفاسيلي زايتسيف"
يركل رأس الفراغ الذى أنجبنا
ونحن نبتلع صمت العويل الجامح
ونربط فى يدينا انكماش الشوارع
وتفسير القبح الذى أيقظ الماء
حتى نرحل لموت متآمر...
نراقب الساعات فى محافل الأمم
تخيلى.. أنكِ تنتظرينَ رجلا يحبك بهذا العنف
يرسم لكِ وردة على حافة شفتيكِ
يقبلكِ قبلة مجرمة ويذهب للحرب
ويعود من غير أصابع تخربش ظهركِ وأنتِ تضحكين بصوتٍ عالٍ
وتقولينَ: أحبكَ أيها الجندى المتهور المجنون
لكنكِ لا تعلمينَ
بأنى رجلٌ قبيح
سبقته ساقه إلى طرق داكنة
كى تعد له موتا يناسب ما أدخره من أحلام
أحلام تنضج بقوة
تنحت لنا وجها جديدا
ولغة سوف نتعلمها ونحن نقشر ابتسامات جديدة أيضا
أمام كاميرات الدول الصديقة
تخيلي...
أنا ليست لى قدرة على التخيل،!!

______________
# من ثرثرة رجل تألفه العتمة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى