عادل سعد يوسف - فِي حُزَيْرَانَ.. شعر

فِي حُزَيْرَانَ
فِي الشَّهْرِ السَّادِسِ مِنْ عَامِ الْمَذْبَحَة
أرَى
الْعَصَافِيرَ الْمُشْتَعِلَةَ بِالْحُزْنِ
تَجْلِسُ عَلَى ذُهُولِ الأمْكِنَةِ
تَجْلِسُ
حَوْلَ بُقْعَةِ الدَّمِ
حَوْلَ أَقْمِصَةِ الْمَغْدُورِينَ
حَوْلَ صَرْخَةِ الْبَنَاتِ فِي الْجِهَاتِ الْعَشْرِ
حَوْلَ نَشِيجِهَا الْمَدَنِيِّ

- مَاذَا بَعْدُ؟
الْعَصَافِيرُ
فِي حُزَيْرَانَ
فِي الشَّهْرِ السَّادِسِ مِنْ عَامِ الْمَذْبَحَة
قَدْ لا تَعْرِفُ الْبُكَاءَ
لَكِنَّهَا تَعْرِفُ الْفَرَقَ الشَّاسِعَ بَينَ الْقَاتِلِ والْمَقْتُولِ
بَيْنَ سُنْبُلَةٍ فِي حَقْلٍ مِنَ الحُبِّ
وأخْرَى
فِي حَقْلِ مِنَ الضَّغِينَةِ.
- مَاذَا بَعْدُ؟
الْعَصَافِيرُ
تَعْرِفُ الرِّجَالَ
وَاحِدًا
وَاحِدًا
تَعْرِفُ الْجُثَّةَ الْمُلْقَاةَ فِي النِّيْلِ
الصَّرْخَةَ الْوَاجِمَةَ مِنَ عَضَّةِ الْكَوَابِيسِ اللَّيْلِيَّةِ
الظَّهِيرَةَ الْمُرَّةَ لِقَلْبٍ يُعَلَّقُ فِي صِنَّارَةِ الْفَاجِعَةِ
تَعْرِفُ الْوَلَدَ الَّذِي يُشْبِهُ خَطَابَ اللهِ للْمَسِيحِ
(إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا)
تَعْرِفُ البِنْتَ الَّتِي تُشْبِهُ صُورَةً عَمِيقَةً
فِي قَصِيدَةِ لِويسْ أرَاغُونْ
لَكِنَّهَا
لا تَعْرِفُ مُطْلَقًا
وإلى الأبَدِ
الرَّجُلَ الَّذِي يَغْــدِرُ
الرَّجُلَ الَّذِي يَحْنَثُ
الرَّجُلَ الَّذِي يَخْدَعُ
الرَّجُلَ الَّذِي يَمْكُرُ
الرَّجُلَ الَّذِي يَكْذِبُ
- مَاذَا بَعْدُ؟
الْعَصَافِيرُ
أبْنَاءُ اللهِ والتَّجْرِبَة.

.

عادل سعد يوسف
السودان


L’image contient peut-être : 1 personne

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى