ميلود خيزار - عن السرقة الأدبية و ما حولها.

من الجيّد أن تكون نصوصُ أحدهم محلّ تناصّ، أو حتّى سرقة، فهذا يعني أنّ ثمّة مَن "تخطّى" حاجز الرّغبة في كتابة ما "تقول" إلى "تبنّي" ما تقول (حسب نسبة "التبنّي").
"تطوّعك" الشّخصي لكشف "الجريمة، كمالك "شرعي" للنصّ، و ربما الاحتجاج عليها، هو مسألة "مشروعة"، لا شك و لا جدال فيها. لكن، ثمّة مسائل كثيرة يجب تناولها و تفسيرها و التساؤل بخصوصها.
- يخيّل إليّ أنّ بعضهم لم يستوعب بعدُ ما يسمّى "بقيم الكتابة"، أي تلك السّمات الرّمزية العالية التي تجعل من "النصّ الإبداعي" بالخصوص، إنجازا "خاصا و مميزا". يبدو لي أن "هذه "الفرادة الإبداعية" لم تتوفر لأحد يوما ما، فكل "الأصوات، مهما بلغ نقاؤها، هي، في جزء ما منها، "ملوّثة" بالآخرين و تراكمات "القراءة". أي أنها "صدى". يكفي أن نستدلّ على ذلك بمحاكمات "المتنبي".
- يخيّل إليّ أنّ بعضهم يصاب بحالة "فرح هستيري" بقبضه على "أحدهم" (مبتدئا كان أم عديم خبرة)، متلبّسا بجرم "السّطو" على أحد نصوصه، و كأنّ هذا "الكشف" هو ما كان "ينقصه" لإثبات "إبداعيته" أو " التأصيل لنصّ" هو بحاجة "ماسّة" إلى "تأصيل".
- الصّراخ على "طريقة": (عمية و قبضت سارق)، فيه رائحة "ميكانيزم دفاعي" غير بريء، غالبا.
- ما يلفت الانتباه هو أنّه، "غالبا"، ما يتكفّل "الكاتب" أو "قارئ متخصّص" في كتاباته، بكشف الجرم" و كأن "المنظومة النّقدية (بكل أجهزتها و جَهازها) عاطلة، و عاجزة و عمياء و بلا ذاكرة أو أنها تشتغل بأدوات "غير نقدية" و "قراءاتها" محدودة أو "مقتصرة" على أسماء و نصوص معيّنة. كأني بالكشف الشخصي عن حالات لهذه الظاهرة هو "إدانة" صريحة" لهذه المنظومة التي "تخلّت" عن "وظيفتها" و "سلطتها" و "شرفها" لفائدة منظومة خارجية مهيمنة و "غير إبداعية" و تشتغل "خارج" قيم الكتابة الإبداعية" لكنها تستغلها و تنتهكها و تؤثث لكل هذا "البؤس" الذي يفترش "الإبداع الأدبي".
- (حدث أن "أهديت" مجموعتين شعريتين لدكتور معروف باشتغاله النقدي، فلم يجد الذي بين يديه ما "يستحق" إثارة "ملكة الكتابة" لديه، فاستأجرتُ "شاعرة" التمستْ منه "قراءة" نصّ لي "باسمها المقدّس"، و كانت ردّة الفعل التي يمكنكم "توقّعها"). لذلك، كنت أشعر "بتحرّج الكثيرين" من "إثارتي الدائمة" لسؤال "قيم الكتابة"، كان بإمكانه، لو كان قارئا جيّدا، أن يقرأني في "ذلك النصّ"، لكن يبدو أن "ثقته بالشاعرة" كانت أكبر من ثقته بالمعرفة")
- أعرف روائيا "مشهورا"، جلّ عناوين نصوصه "مسروقة" و لا أحد تحدّث عن ذلك. لكم "أمقت" هذا المجتمع العنصري الذي "إذا سرق كبيرهم تغاضوا (و ربما برروا له) و إذا سرق ضعيفهم أقاموا عليه الحدّ.
- ما يخيفني، فعلان هو "تفشي" ظاهرة الادّعاء"، عموديا و أفقيا. ادّعاء الإبداع الرّوائي و الشّعري و النّقدي.
و عليه، لا يسعني إلا أن أستعيد مقولة أجدادي : الله يجعلنا غابة و المساكين حطّابة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى