كوثر وهبي - ستنجو تلك البلادُ..

ستنجو تلك البلادُ
بأكثر الخسارات فداحةً
ستنجو بعددٍ قليلٍ
من الأفراح والهدايا البسيطةِ
سيبكي العجائز الذين
لم يسعفهم الوقت
لرؤية أحلامٍ صغيرةٍ
تنجزُ انتصاراتها
على الوقت ..
سيبكون من الفرح
ومن فقدان ذاكرتهم
عند آخرِ تلويحةٍ لهم
قبل الغياب بلحظاتٍ قليلة
سيضحكُ الأولاد كثيراً
الأولاد الذين ولدوا
بعد الحرب ، وفقدوا جزءاً
يسيراً من حياتهم هناك
سيضحكون لأنهم
للمرة الأولى
سيُتاحُ لهم اللعب
بألعابٍ محليةٍ أمام
بيوت أجدادهم القديمة
وفي الحارات الضيقة
سيقولون : ها قد تقمصنا
أهلنا وورثنا بيوتهم وألعابهم !
ستفرح النساءُ أيضاً
وتدوخُ من شدّة الصدمة
بعد أن فقدن حيواتهن الصغيرة
في حربٍ لا طائل منها
سوى تغيير أمكنة البيوت
والعبث بالشوارع والأسماء
ستجدُ كلٌّ منهن بيتها
في مكانٍ آخر ..
وأدوات مطبخها وذكرياتها
قد غادرت إلى بيتٍ آخر ..
ستنجو البلادُ أخيراً
مثلما أراد لها الرعاةُ
والسفاحون ، والمارقون
من كلِّ صوبٍ وحدب
وسوف نرى النهاية قريباً
على الشاشات الواسعة ..
وفي الجلسات الحزينة
وفي البيوت التي شهدت
أحلامنا البائسة وعجزنا
وبكاءنا الطويل
ستنجو بملايين الشهداء
والمفقودين والمقهورين
والثكالى ..
ستنجو ...
........

٢١/٦/٢٠٢٠



77

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى