أمل الكردفاني- حِكَايَةُ غُصنْ

حكاية غصن
......

ويرتقي
الغصنُ نفسَه
صاعداً للسماء
مبعثراً
قضبان ظله
على العشيبات
ونهر محتضر
ووريقات يابسات
"هناك..في الشمس..
يفتق البرعم فستانه المخملي
منتشياً بميلاد زهرة"..
ليس على الأرض إلا الحطام..
وليس عند الشمس
إلا السلام
...

ومن شَيب غمامة حائرة
يغزل الطفل
ابتسامة أمه للأمان
في السماء كل شيء
في السماء
الآلهة الغافرة
ضراعة العاشقين..
للطيور المسافرة..
وانتظار الربيع..
...

يمد الغصن برعمه
من فوق منكبهْ
فيرى في اليمين
عند قبلة البحيرات
عجوزاً
يقود في الفجر مركبهْ
وعلى اليسار..
أبراجٌ من القنوط..
تنصب نوافذ الموت
مسرحاً لمن يبكون
إفتقارهم في الحب للموهبة
وتحتها..
تزحف الديدان..
برؤوس العُماة..
بكى الغصن..
من مُدن البائسين الطغاة..
...

في الغابات
في مروج الأقحوان
في غلالات الغمام
في الوديان
انسلت الآلهة من حُصَل اليَمام
ثم دست بذرها
وودعت تاريخها..فوق السماء
"سوف تسقيك يوماً..
قلوب الشعراء..
فوداعاً.. يا حبيباتي..
بلا لقاء"..
..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى