بوبكر لمليتي - لم يُخلق الشّاعر عبثاً.. شعر

لم يُخلقِ الشَّاعِرُ عبَثاً،
لم يُزرَع -نِيةً- في رحمِ امرَأةٍ عبثاً،
لم يَتكوَّم في أحشائِها ولم يلتمِس ما قد يَأتي من الخارج من قوتٍ في أمعائِها عبثاً..
المرأة التي حبَلت بالشّاعرِ
لم يلمَسها رجلٌ قطّ
لم يُداعب نَهدَيها ذكر،
لم تتَعلَّم كيف تصرخُ
عندما تتوحَّشُ الرّغبةُ في غابةِ صدرِها
وتُكشِّرُ عن أنيابِها..
لم تَحلُم بِحبيبٍ
يُضاجِعها فوق سريرٍ
ويبصقُ ماء شهوتِه
في حديقةِ فرجِها!..
فقط،
أوقدَت ناراً وديعةً في مدفأةٍ
ذات ليلة باردة جدّاً..
وضعت زهوراً على طاولةٍ
ومذياعاً قدِيما
مخمُوراً بالمُوسيقى،
استَنشقَتْ رائحةَ ورقٍ
وعبيرَ كأس نبيذٍ مُعتّقٍ..
في صباح اليومِ التّالي
عبرَ ماءٍ غيرِ مرئيٍّ
-لم تكن فيه رائحةُ البلّوط ..
كانت فيه رائحةُ
قصيدةٍ، دمُها لزِجٌ وخاثرٌ-
انزلقتْ روح الشاعرِ
إلى رحمِ المرأةِ..
لم يُخلقِ الشّاعرُ عبثاً،
أتى من جنسٍ أحاديِّ الشّهوةِ..
اشتدَّ عودُهُ
بينَ شهيقِ العاصفَةِ وزَفيرِهَا،
من أجلِ أن يُشاكِسَ قلقَ العالمِ
ورُعبَ السّماواتِ والأراضي!..



L’image contient peut-être : personnes debout

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى