عامر الطيب - حاولتُ أن أحبك الآن

حاولتُ أن أحبك الآن
لا الأمس ولا غداً
ذلك أن الأمس لم يعد كافياً
لأفعل ما بوسعي
و الغد لم يكمل أشغاله بعد.
حاولتُ أن أحبكِ
لانك ستستيقظين مذعورة
تأخذين حماماً سريعاً
و تكتبين شيئاً عن البغضاء
أو عن محبة الهمج
من السفلة و الأتقياء
ثم تتأملين حياة نبتة مطرودة من النور
و تعتقدين أنها تشبه حياة أحد ما
حاولتُ أن أحبك الآن
لأنها تشبه حياتي فعلاً !

أن أعرفك يعني أن أفتح
عيني على ضجة عظيمة قبالتي
صراخ و اِحتياج
و نمو و حركة عكسية للبشر
و الحيوانات .
مدن تحترق و أخرى تطير ،
أشياء خاطئة
لكنها يجب أن تحدث
لأخاف
أن أحبك يعني أن أغمض عيني فقط!

صباح الخير يا طفلتي العالقة
مثل كلمة اللغز
لم كبرت عيناك
فجأة؟
كبر ثديك و كبرت أصابعك و كبرت المساحة
التي تشغلينها
في البيت
و في المقعد الطارئ أيضاً.
لم كبرت المصابيح البعيدة
التي تلمحينها
و ظل قلبك يلعب
في العتمة مع الأطفال!

دعي ملابسي تتلف
مع دفاتري و أشباحي
قميصي حزين و حذائي أيضاً.
لا يمكن التخلص من حبك فوراً
إنه بصيرة جديدة على حياتي،
صداع خطير و مزمن
عندما يهدأ منه رأسي
يلازم قبعتي !

يمكننا إستخدام الحب
كفرشاة أسنان
أو كملعقة
أو كبرواز.
في المنزل حاجات ملحة للغاية
يجب أن نتفقد كل شيء و نجد
له حلاً،
عطل في التلفزيون
أو في المروحة
أو في المصباح مثلاً
حتى في المطبخ
يمكننا إستبدال السكاكين
بكلمات صغيرة عن الحب أيضاً
كلمات عابرة لتقشير الفاكهة
أو كلمة أصيلة
لأجرح نفسي !

آن أن نطير لأن ليلنا
لم يعد آمناً
في الوطن و في البر البعيد
و في السفر
يلزمني أن أعرّف نفسي دائماً،
أن أكشف عن وجهى
وعن حكايتي و رغباتي
عن حبي لك و عن خوفي
على أهلي،
مفضوحة حركتي
مفضوحة كلماتي الغامضة للتخفي أيضاً
فليحرسني حبك من النحس
لأن شرطة المعابر
يطرحون أسئلة غابرة لتزجية الوقت!

سأسافر غداً و أحبك من هناك
المدن البعيدة ليست باردة
يمكنني أن أكتب لك
من قطار طويل
أو من زاوية معتمة.
سأصير شبحاً
مثل أي وطن تحبينه مسبقاً
يوجد الكثير مني في الخارج
و القليل مني في البيت!


غالبَ جدي الموتَ
وهو يتبسم قائلاً:
أنها حياة و ليست أرضاً
يمكن للمسافر أن يأخذ منها حفنة تراب
للتسلية.
غالب أبي الموتَ
بحكمة بطيئة
ليخبرنا
أن حياته لم تكن مريرة
أو هانئة
أنها صخرة ضخمة
لم يعد يعرف أين يمكن أن تكون قد انتهت.
سينام أخوتي
مطمئنين
لأن الصخرة الضخمة تتفتت على ظهري!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى