غياث منهل - عن الشعر

ولد الشعر ذات مساء حين توقف احدهم عن الصلاة
وتحدث الى الرب وجها لوجه
مرت قصيدته مرور الكرام
انتشى الرب بوليده الذي شب
فكانت الكلمة
لم يلتفت احد لشفراتها
لم تشمها ملائكة ال
K9
ولامقص الرقيب
نزلت بذرة غريبة في خواء العالم
وازهرت

*******

تولد القصيدة من خطيئة ما
خلل في الوجود
تكبر كرة معان متدحرجة
تتلطخ بالكلمات
تلتهم شاعرها
تسقط فوق رؤوس تفغر افواها
يصفقون لها
ينتشون
او يغضون الطرف بلا اكتراث، ويضغطون
scroll down

*******

يولد الشعر حين تصطك مفاتيح القول بأيدي الشعراء المرتجفة
حيث تنتهي اللغة الى باب موصد
لا يملك الشاعر الا ان يفتح في صمت الليل المتحجر كوة
لا يدري اين تقود
شارد الذهن دوما
يشذب اسئلة لم تزرع،
يطرق ابوابا لم توجد بعد

*******

تحرث اقلام الشعراء دوما خارج لوح الوجود
يكاتبونه بلغة لما توجد بعد، يحادثهم وحدهم وهم سادرون
يبحث كل عن قصيدته في الاخر
يزرع طُعْمها في نفايات المحاولات التي تغطي مكانه
يسافر بين المعاني "المطروحة في الارض"
يبحث بين ادغالها عن بقعة بكر يضع عليها الة زمنه
يتقلب بين احتمالاتها

*******

لا يكتب الشاعر قصيدته
لا تكتبه القصيدة
يراود بعضهم بعضا
يتحدث الوجود اليه شعرا
يصدق لعبته ببساطة
يراهقان

*******

الشعر مراهقة الخلق بوجه الخالق
اكتمال انوثة العالم المتفتحة
بلوغ اللغة الحلم

*******

عندما يهرم شاعر
يشيخ الوجود
تيبس غابة في حواف الكون
يتصحر نهر
عندما تسقط مجازات قصائده بالتكرار
يتعرى زيف الكون جذوعا خاوية
وشتاءا ابدي
يضيق الخالق بالخلق
يثور على ملائكته
ويطلق مزيدا من الشياطين
يملؤون العالم خطايا وضجيج
يملؤونه شعرا من جديد

*******

يمجن الشعراء ليضحك وجه الرب،
يقلب اوراقه القديمة
يشجر ناره من جديد
و يملؤ جنته بالغلال




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى