رزيقة بوسواليم - من وحي ريح رائية.. شعر

أصعد سُلَّم الرِّيح
درجا درجا
قدمِي المسمارُ وجسدي العاصفة .
قالت لها :
بذرتك ازرعيها
حيث اللَّه حيٌّ
حيث الماء حيٌّ
حيث السَّماء قطعة صابون كبيرة
والمطر دموع الملائكة والغيم رغوة والخوف واقف يحذر من خطر الانزلاقات .
قالت لها :
احرثيها بين طبقات الحديث و دعي الكلمات
تنمو صنوبرات
في غابة الكتابة .
ثمَّ إنَّ للزوابع قلوبا وأجساما رخوةً وخيوط صوف
تتدرَّب الدَّوران على ساق المغزل .
تأرجحتُ مع جذع الحياة
حتَّى إن الأغصان مالت
وخبَّأتْ في سوتيانتي ثمارا مجنونة من كلِّ نوع .
الرِّيح لا تبتسم ،
الرِّياح أكثر لطفا ووداعة مع أصابعي ترعى حقول الورد .
تحمَّمتُ في صدر الرِّيح فسال
فراغ كثير ونفخ البخار حبات العرق بين نهديَّ المتيقظين .
دفنت رأسي ذات غناء في صدر عاصفة فتقيَّأتُ أحزانا على حواف الحنجرة .
وهي تستمعُ بكاء الرِّيح ،
تدحرجتْ
دمعة على خدِّ ذاكرة التَّمر،
تململت النَّواة من شدَّة الضِّيق .
البيوتات الفقيرة ضحايا العواصف
المارقة عن سلطان الطَّبيعة .
الإعصار القمعي غزل البنات في يد الطَّبيعة النَّاسجة .
ضع بعض ريحك في صلب ريحي ولننجب عواصف كثيرة من رحم الجنون .
بعض العواصف تأتي مُبلَّلة بالشَّوق وعلى رموشها كحلٌ غزير .
بعض الرِّيح شحيحةً لا ننال من عطاياها سوى فتافيت غبار .
الغبار ابن الرِّيح مولود في المناطق الجافة .
شجرة في مهبِّ الرِّيح هي في مهبِّ الموت حتما .
شجرة عند المخاض تستند ظهر العاصفة شريط سلالتها مهدَّدٌ بالانقراض .
رزيقة بوسواليم //

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى