عبود الجابري - كولومبوس.. شعر

لا أفعل شيئاً ياكولومبوس
وما افعله ليس سوى تجوال بائس
في أطلس مليء بالبشر المصابين باليأس
واستراحات قصيرة
في المقاهي التي لم يعد يرتادها أحد
لم أعد أتحدث إلى أحد
ولم يعد أحد يفكّر بمحادثتي
لذلك هربتُ من لساني
ونمتُ في صحائف الموتى
لكنّهم يتقلّبون كثيراً
هم ايضاً يحلمون بالعودة إلى أشرعتهم
تلك التي ترفرف بلابحارة
في عرض الحياة
قلت لحبيبتي : صباح الخير
فكان علي أن أقضي شطراً من النهار
كي اشرح لها معنى الخير
وشطرا من الليل لأرسم لها صورة الصباح
قلت لجاري : كيف تسير حياتك؟
فاكتشف أنّه نسي عكازته قبل أن يخرج
وانحنيت كي التقط حجراً
لأخيف به كلباً مسعوراً في الطريق
فلم يهرب
واكتفى بتحريك ذيله
كما لو أنّه يسخر من حماقتي
أي عزيزي كولومبوس
هل دعوت الآلهة
قبل أن تشرع في الإبحار
وهل كنت تفكّر بوسيلةٍ تمنع الخبز
من أن يغدو يابساً ؟
افكّر بأسنانك ياعزيزي
افكّر كيف تسنّى لك أن تمضي كل ذلك الوقت
في عرض البحر
افكّر بالمصادفات التي اعترضت حياتك
فحوّلتها إلى بلاد شاسعة
افكر بمن كانوا يقولون لك :
_ كان الله في عونك
عندما كنت تستغيث
وأفكّر بمن لم يجيبوا على رسائلك
بذريعة أنهم منشغلون بما هو أكثر أهمية منك
افكّر إن كنت قد تركت لبيتك
ما جعل عيالك يحسنون التصرف في غيابك
ولا أدري حقّاً إن كان لك عيال
فأنا لم أقرأ سيرتك كاملة
ولا أدري لم أتغنّى باسمك ؟
ربّما هي الموسيقى
وربّما اعترتني رغبةٌ بمحاكاة ممثل شهير
في نطق اسمك بصوت رخيم :
كولومبوس
كولومبوس
كولومبوس
يالغباء الفقراء الجائعين

# عبود الجابري
22 آب 2020

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى