السيد فرج الشقوير - ثرثرات ضروريّة.. شعر

ربّما أنفي الذي نبت قبلي بعامين تقريباً...
وكان يندسّ بين أشياء خارج المناهج..
ويعبث في جيوب الكائنات
هو من وسوسَ للمعلّمين بأنني بليد
أنفي كان وللآن يرفض أن يرفع سبّابته..
ليجيب عن أسئلةٍ أتفَهَ منْ سائليها..
كماذا فعل حازم؟!
معلومٌ أنّ كل إنجازات حازم..
أنهُ شدّ ذيل بسبس...
وكل انجازات بسبس انها تخاف
بسبس تجيدُ الخوف لا سواه
ومعلومٌ أنّ أمل.. (ستمصمص) شفتيها..
ثمّ ماذا؟!
سترقصُ راغمة مثل كومبارس لقاء جنيهاتٍ
أهذا سؤالٌ يصنعُ رئيساً حاذقاً للبلاد..
أوناخباً محنّكاً لا تعنيه الكرتونة
أوْ يفُكّ طلاسم ابن الجوزيّ دون بيانٍ(ع المُعَلّم)
لذا... كان أنفي
يتركُ الفصل عامداً ليلهو مع البط خارج المدرسة
ويتعلّم العوم في المصارف الضحلة.. المُتاحة
وينام بيْنَ بين القصرين وقصر الشوق
ويُهشّم السكّرية عمدا...
فيلحسُ سكّرها منفردا
ويبصق في وجه كمال...
كيف لم يرَى مثالب عايدة..؟
بأنفه العظيمة كيف لمْ يشُمّ ريحها؟
وفضّل لذّة البكاء على شمخة الأنف
وأضاع بدور لا لشئ سوى حنينهُ( للشّحتفة)
بينما التلاميذ يلاحقون أمل وعمر ونرجس
في كتابٍ مدرسيّ ساذج
كان أنفي يشمّ النسيم مع النائب العام
ويبحث عن قاتل قمر الدولة علوان
ويشحذ عطر ريم التي فتنت النّائبَ العام فتونا
فمكث غير بعيدٍ من فتنتها الصارخة
لا تُثنيه عن (المرقعة) غير القليل من (الأنزحة) .. التي تجلبها بذلة الحكومة
فأحالتهُ مدلّساً... ومنتقما لهدبها النّاعس
كان يذهب لأرشميدس قبل القيلولة..
ويُحلفهُ بالمصحف الشريف...
هلْ هو مُطمئنٌّ لقانون الطفو حقاً..؟
وأنه لن يغرق في الترعة أثناء البحث عن ريم؟
فلابد من العثور عليها ولو جثّة
صديقي خالد عبد المجيد الغفلول...
كان يُدركُ أنني شاعر..
حتى قبل أول بيتين قلتُهما لنوال
حنطيّة الوجه.. والعسليّة العينين..
تلك الأخذت معها كلّ الصفصاف..
ومارست مع قلبي سياسة الأرض المحروقة
فكاد أن يُحدث فتنة طائفية..
حين تبرع لي بأذنيه الاثنتين..
وعاد إلى بيته دونهما..
فتُكملان السهر مع القصيدة فوق مسطبة الشربتلي
ربّما قذفها عنوةً على مسامعِ....
محمد عبد المجيد الغفلول...
أستاذنا معاً ... وأخوهُ وحدهُ مع الأسف
الرّشيق كخيزرانةٍ يحملها في يده
واللطيفُ كلوزة قطنٍ حين تبتسم
والذي في شروده...
كغيطٍ يُراجعُ ما عليه من حقوقٍ للمواسم
أصابت رقّته الخيزرانة
فلاكت حديثاً معي
وقصت عليّ تاريخاً كاملاً عن حرب الأيام السّتة
ومرّ حصار الجيش الثاني الميداني
وبطولة برتقالة حاربت الجوع والظّمأَ معا
وعن طعم البول في حلوق الجنود المنهزمة
خيزرانتهِ التي...
لم تكشر في وجهي غير مرتين..
لم أصلي فيهما الظهر..
هوت فوق رأسي وقالت :..
قمْ فصلِّي.. فإنّك لمْ تُصلي..
كي تموت على وضوئك في حربك القادمة
بعدها كنتُ أختمُ صلواتي بقصيدة
متعة لو جربتموها..
أنْ تُحدّثكم خيزرانة طيبة..
شهدت مذبحة القلعة
أحيانا...
يكون الخيزران.. بليغاً...ومُفتيّا فقيها
أبلغ من تأبط شرّا..
وأبعدُ رؤيةً من طَرَفة ابن العبد الذي أماتَهُ لسانه
ماذا لو (طنّش.. وعدّاها)..
نحنُ في سوق النّياق أيّها الطّرَفة..
تُطيلُ الجِمالُ أوبارها.. وتمشّطهُ بالجيل...
وتصَيْعرت يا شاعري..
الذي كان يُدركُ أنّ الحقّيقة قاتلتهُ لا محالة..
يقولها... والسلام على من اتّبع الهدى..
أ لخيزرانة أحيانا...
أبلغ منْ معلّمِ اللغة العربية..
حين يكونُ امبرياليا متعنتا..
أحدهم كان امبرياليا
كاد يبني سورَهُ بدايةً من دماغي...
ونهاية بتورابورا...
و مروراً بالوطن العربيّ
فيدمغُ أمانِيَّ الطّالعة
لا يفهم ما وعته خيزرانة..
وكاد يُنسيني المعلقات العشرة...
والنّبوءات التي خبّأها لي عبد الوهاب الشيخ..
في بيت النّص
والمهدى نيقوس رغمَ المسافة في الأنطولوجيا
كاد يسقي كرّاستي ماءَهُ الحميم...
اليُقطّعُ أمعاءَها...
كرّاستي المحشوّة بالتّعاويذ
والكثير من الجنون..
كاد أن يقطع الصلات بيني ونحن المجانين..
و معرفتي بمحمد نصر
والجنايني ودياب وسلامة..
وهناء وأحمد نور الدين والمغربي... ومحمد صالح
كاد يجعلُ علاقتي بالفيس...
(أهلاً وسهلاً.. ونوّرت.. وغفر الله لميّتكم)
لولا ابتسامتها الرّائعة
أستاذتي الرّائعة
بينها والخيزرانة ابتسامة مشتركة
إيناس جوهر الشيخ يوسف
من أنقذت كراسة التعبير
وأجرت تنفساً اصطناعيّا لنثريّتي الأولى
وكخيزرانة مثقّفة
منحتني صخرتين..
صُمّاً قردَدَا..
لأكسّرَ اللّوز المنبثَّ في النثر عليهما
وأقدّمَهُ مقشورا
وأطحنُ بُنِّي فوقهما على هوى فنجالٍ عدنيّ
لِئلّا يكون على الّذين يأنفون من النثر حجّة
يال أنفي الذي كاد أنْ يموت
فتموت بموتهِ...
تليفزيوناتٍ أهليّة..
تذيعُ على الناس بياناتٍ حيّة من الميادين
وحكايات عن كلاب السّكك..
يجهلُها المُبطلون.. والحجيجُ معا
كانت لتموت بموته أجزخانات برمّتها..
ومراهمَ كثيرة
وأكياس فّوار للحموضةِ العربيّة
لولا أن تداركتهُ الأذنُ الداخلية لصديقي..
وخيزرانة أستاذي النّبيّة..
وابتسامةُ إيناس العبقريّة
............................
السيد فرج الشقوير

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى