جبار الكواز - لا أسميها البصرة.. شعر

هكذا أنت
بعد أن انهكك البرابرة
التفت
رأيت السماء ثكلى
والرياح جنونا
والافاق ومضة في عيون اليتامى
ولم يكن فوق نخيلك الا هواجسك
وانت تفلسفين احلامك بالظمأ
كيف اذن تثقبين السواحل باصابعك؟!
فتنهار علينا الرؤيا
سلالات زنوج
وحقائب غرباء
ومحطات ابل نافقة
والسنة تخيط الفضاء بالاسئلة
وكؤوس طلى لذة للشاربين
يتها الحالمة بجنائن من طين
وبجنون ظل يفرك روحك بالدخان
حتى أضاءك العطش
وتعتعك الملح
وأهزلك الادلاء كقطاة جائعة
لا تختمي بابهامك بئرا
الا حين تتيقنين ان الدلاء متينة حبالها
وان المدى واسع في اعالي الرياح
وهو رديفك في السراء والضراء
فمفاتيحك ضاعت في اكف جنود الانكليز
كم سواد مر عليك وانت
تتكئين على جدار وهم
ولم تلقح أشآم كؤوسك سوى جب عذارى راقصات
فلا تتعجلي الموت
الملح في العيون
والمياه غربة ونواح
ورحيل بلا ملاح
ورحيل خاتل ضيعه ملاح
وهو يحث الشراع بالاشارة
ويعلق في رقبة قيدومك
شجرة جدنا الغرنوق المثمرة
مردة
وسحرة
وخونة
وانكليز
وهنود
وقراصنة
وشهداء
جدنا الغرنوق
الذي يجادل طينتهم بالف لات ومناة وهبل
وبنهر رطب شربه البداة غفلة
واولموا نواه للرمال
نافرة انت فكيف ارتضيت السكون؟!
ومن علمك يقظة التراب في ممالح الخليج
وحمل فانوسك الطيني
حين بلله الدفانون بدم الشهداء القتلى
وحين بادلوا دجلةوالفرات
بدموع (النوخذة) واغاني الجياع
فلا تنتحلي ما يكذبون
نصك الذي كتبه الاسلاف
لن يكتب ثانية
الا على ارض تدور دورتها مرتين
نكاية بالانكليزي البارد
و بالثور الاسترالي
والقرد الهندي المخمور
او القرصان
الجائع للمحار
ولسفنه الغرقى بالاموات
وما يكذبون _يتها النافرة كغزالة عاشقة_
يتعبك حقا
حين تصرخ الارض عطشا
وهي تقول:
نخيلك حكايات منسية
ورداؤك شطوط ايتام
ضيعوا ملابسهم
وهم يتهجون الرياح
ويمسكون الغيم
يعصرون اثداءه جداول
تنير بحليبها ظلمة ضياع سندبادهم
نافرة انت اذن
فمن اوحى لك بصناعة الظمأ؟
ومن وشم في دروبك ادعية الزنوج
لحقول السبخة حين تلد نصك اليتيم
الممحو منذ قرون
فلا تدسي عقلك بضاعة في وهج الامس
ولاتنامي على وعد آخر يقودك الى
(كذب موتك
كذب حياتك)
حين اعلنوا :
انهم راحلون
عن البصرة امس
او
قبل قرون

جبار الكواز




L’image contient peut-être : une personne ou plus

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى