بوعلام دخيسي - عاتبيني.. شعر

عاتبيني
فإن العتاب
دليل على الود،
لاتفسدي الودًّ
لا تكظمي الغيظَ..
ثوري عليَّ...
فلا صوت يعلو هنا فوق سوط الغضبْ.
عاتبيني إذا أخطأ الدربَ قلبي
وسار يمينا
فإن اليساريَّ قلبي ليهفو إلى كل ماضٍ
ولا يكتفي إن هو احتارَ
إلا بِ: تَبْ،
يلعن "الآن" حينا
ويلعن "ما كانَ" حينا...
ويصمت حينا...
أعِدِّي له من استطعتِ من اللومِ
ولتُثخِني في العتبْ.
عاتبيه
فليس من الحكمة الصفحُ عن مذنب
مُفرِط في الغيابِ..
سوى أن يُرى آبقاً مِن عناق وجبْ.
عاتبيه
ولومي...
ـ ولا لومَ ـ
كالأب حين يؤدِّبُ بالعنفِ
طبْعَ الولدْ..
كالمناضل حين يَعُدُّ خطايا البلدْ،
هل تظن المناضل يكره أرضا
يعيش بها
ولها
للأبدْ؟؟
هل تظن الذي يملك الأرض
أكثرَ حبا
من الكادحين عليها
وإن لم ينالوا من الأرض إلا التعبْ؟؟
هل تظن السماء إذا أمطرت فوق ما ينبغي
أنها لم تُلَبِّ دعاء العطاشى،
وأن الرياح إذا زمجرت
إنما كي تصيب السحاب بأخرى
تؤلف بين القلوب
وتنشر حُبا
ليولد قطرا
فغيثا
فحَبا..؟؟
عاتبيه إذن
وليكن بالعتاب لسانُكِ رطباَ.
عاتبيه..
عاقبيه...
حاكميه كقاض
ولا تسمحي أن يؤجَّل حكمُكِ فيه
ولا ترجعي للورا
إن نَفـَــذْ.
حاكميه
ولا تظلميه
ولا تحكمي بالبراءة،
قد لا يعود إلى الذنب
لكنه لن يذوق الألذْ..!!
حاكميه بقسطٍ،
فحاشا يُدان البعيدُ فقطْ.
حاكميه،
ولا تذكري القربَ،
لا تسقطي في الشططْ!
أنصفيه،
وإياك أن تضعفي.
عاقبيه
إذا ما تأكدت من جرمه،
لا تغطي الحقيقة قطْ..!
واعلمي:
إن فعلت
بدعوى المودة يوما،
فإنك لم تنصفي الودَّ،
لكن
دعوت إلى الحرب بالحبِّ.
كان الشـُّــداةُ الأجـِلّاءُ من قبل إن همْ أحبوا
أقاموا الحروب لحُبٍّ
وجيَّشَ كلَّ القلوب هوىً مغتَصبْ.
عاتبيه وقولي كذبتَ
وقولي سرقتَ
وقولي انتحلتَ..
ولا تكتفي بالعتابِ
فشرطُ المُدان بُعيْدَ العتاب
دخولٌ إلى السجنِ
ذاك الذي صَنع الله قضبانَه من ضلوع
خذيه إليهِ
ولا تسمحي بالهروب له،
حاصريه هناك
فإن ضلوعي هنا
تستبيح الهربْ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى