أحمد دياب - من سيرة "حسن الواغش" -١- (نصائح ليلة الدخلة)

علينا أن ننصحه بأي شكل
علينا أن نفهمه
كيف يتعامل مع التي سيتزوجها
في ليلة الدخلة
ولابد أن يخلع ثوب الغيطان من على جسده
ويستحم من الطين ورائحة اليانسون والحلبة
المزارع الصح من يرمي نفسه في نهر القمح
ويخرج لينقي السنبلات التي علقت بصدره ويديه
لابد أن نفهمه أن معه كائن آخر
فلا يستخدم فأسه ليقطع شجرة جافة في حقله
أو يلم فستانها الأبيض
كما يلم الحشائش الضارة
وهي تتسلق حقل الفول
لي أسبوع أنا وأخته ندهن له التشققات
التي كالأخاديد في يده ورجليه
كي يبدو ناعما بعض الشيء
قلت له صوتك خشن
انس بقراتك/ حمارك/ ألفاظك الحجارة وأنت ترعي خرافك
أنت ستكون مع كائن لطيف
أي نعّم
جرب صوتك
أن تقول لها أنني أحبك.. هاا
وكنت أتمنى أن أتزوجك
هذه الكلمة التي استخرجتها من صدره لينطق بها بإعجوبة
أنت ستكون تحت لمبة نيون
لا تحت شمس حارقة
فتأقلم يا حسن
سوف تلبس جلبابا ناعم الملمس
فحافظ عليه ولو ليومين
على قدر استطاعتك
لا تقعد على الأرض
أو تطلب منها قطعة جبن
وفحل بصل
سنجيء لك بطعام به زبدة وقشطة
وإن رأيت بعض الطيور ترقد في الصحن
لا تهشها يا أخي، بل كل منها
قلت له سنجيء لك بسرير ومرتبه
وعليها ملاءة مزركشة
طبعا يا عريس فلا تنام بجوارها
وأنت واضعا ذراعك تحت رأسك
لا ظل هنا غير ظلها،
فتفيء حيثما شئت
تذكر يا أخي حرارة الشمس
التي كانت تسري فى جسدك
وأنت متكيء على فأسك،
منتظرا الماء يروي ما قدرته له
جاء وقتها الآن.
تذكر النار التى كنت تشعلها،
مستترا بشجرة صحراوية كثيفة
حين كانت ترتعد فرائصك من شدة البرد
جاء وقتها الآن.
استدع فى ذاكرتك مشهد البقرة البيضاء
وهي تدور حول مقودها،
ولها خوار فتسوقها أمامك إلى ثور هائج
فضع نفسك موضع الثور
لا أريد إطالة الشرح في كيف تروضها
أمها قامت بالواجب ونصَحَتها
أن تنتظر ما أنت فاعل بها
خليك حنونا يا حسن خليك
ريلاكس جدا
أنا عملت الذي علىّ
ولا أريد أن أدخل في تفاصيل
ككيفية تقبيلها وعناقها أو أو
لا تفكر أن تجيء ببردعة
أنت لست ذاهبا للحقل
ولا الوقت يسمح أن تدلدل قدميك
افهم ، نحن نثق في إنسانيتك
وطيبتك وشهامتك يا أخي
أريد أن نسمع عنك كل الخير
بدون إراقة أي ندم.


أحمد دياب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى