ميلينا مطانيوس عيسى - في رُكْني الضيّقِ

في رُكْني الضيّقِ, و عند كلِّ خواءٍ
أنهرُ المرآةَ المتأهبةَ للدجلِ,
لأصغي إلى صوتِ الله , ينقذُ كينونتي.
...
سألتُكَ في عناقِنا الأوّلِ ,ما تريدُ؟
لَمْ تجبْ.
و بعد تبعثرِنا الأخيرِ,عُدْتَ للمراوغةِ
و انتزاعِ الهمِّ بأكفِّ سراب.
...
ماذا أفعلُ بالسماعةِ الملتصقةِ بفمي
وبِمَ أُسِرُّ لَها؟
شكيمتي فارغةٌ,
و الوحدةُ خفّاشٌ يمتصُّ دهائي, و يصرُّ
أنّ العشقَ تهورٌ والشوقَ احتضارٌ.
...
علامَ النقاش؟
"هيلين" اُسترجِعَتْ و"هيكتور" ماتَ
و"أندروماخ" بكتْ مرة ً وصمتتْ
لأنّ الحقيقةَ بين يديها,
أما أنا فتائهة ٌ بين الذروةِ والحضيضِ.
...
أين أنتَ؟
الحلمُ لا يكفي
ودمعتي اغتالَها شموخُكَ الباردُ
و لا قدرةَ لي يا نوح على طوفانِكَ,
لا تُقَرِّعْني بالنسيانِ.
...
أين أنتَ؟
الفراشاتُ الشاهدةُ على احتراقي غرزتْ
في حدْسي خبرا ً أنّكَ غادرتَ,
لذا,ابتهاجُ المرأةِ بولادتِها الأولى
وهمٌ
وسكبُ الربّ للألوانِ فوق البشرِ لعنة ٌ
ما لم تُسعفْني النبوءةُ وهديلُ الحمامِ,
لِمَ سرقوكَ يا نعناعي عنوةً؟
...
"أوديس"..
سامحْني ,على تغييبِ حنكتي ولململةِ حياكتي
بالكُتمانِ,
فإنّني أنتظرُ أصابعَكَ توقظُ الهواءَ
ووجهَكَ يحنو:
صباحُ الخيرِ يا حلوتي
ألا نشربُ القهوةَ سويا ً؟

* من ديوان "نينار", نُشِر في الموقف الأدبي العدد 573

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى