جبار الكواز - زليتينوس..

ليست مدينة على خارطة الرمال
ولكنها مدينة على خارطة البحر
لم تشأ ان تغتح عينيها على افق وليد
وما كنت اراها الّا من وراء حجاب
كان حجابها اقمارا وشموسا
وكانت خطاها وطنا
واناملها قصائد
وبريق عينيها نشيدا وطنيا موؤدا
رسائلي
نعم رسائلي
غالبا ما أمحوها نكاية
ب(سنمار)
بالكتب الصفر
بالمداد الزائف
بنصوص مازالت تبحث عن كلماتها
في حصاد الضحكات
وحصار الجروح
اين اذن ؟
تعالَي
أتعلمين ان حروفك صارت موانيء
للنخيل؟
وان ظلالك وهي تسير خلسة معك
ما زالت تنتظر شموسك في (شباط)اللئي
وهي في كهف اسرارها العلنية
اين
اذن تعالي؟
ما عادالشعر يوازن
بين غيمة كذب الوانها
وغيمة الوانها عيون الزنوج في
ساحة البلدية
اقول لنفسي :
حين اراك من خلف حجاب
دعي الايام تسرقنا علنا
من سرير
سرقته الحروب
ووشمته
بهجرة ملال
ورصاص ضل طريقه دائما
لانك انا
نعم
انت.تحاولين دائما ان تعثري على ما يغضبني
بين ازقتك
وابوابك العالية
المغلفة باشجار النارنج
وسبورات مدارس البيض
اسمك مدينة غرقى في فراديس الحروب
واسمك ايضا
حروف خمسة
لم تشأ ان تفصح عن عددها المجهول
الزاي أزيز رصاص خلّب
واللام لوم الفلاحين
والياء تاريخ هتافات البدو
والتاء رماد التأسيس
اين نونك اذن؟
اين قراصنتك الغارقون في خليج (مالطا)؟
ساقول لهم(يا)
حين اناديك
و(اي)
حين اجيبك
بماذا تنفعنا الحروف ؟!
وهي تسقط اصواتها دائما
على بحّة المطربين
وباعةالخضار
وقارئي الادعية والاناشيد
وكاتبي طلاسم الحبْ
ونسّاجي الرسائل السرية
ومحرقي تلال القمامة وخطب رؤساء الهواء
ولا يبحث عنها سوى الدلالين
الذين
استعاروك حروف روادف ضاعت في صحراء(الانبار)
وقمرا
وشمسا
تبتلع اللام قسرا فوق المنابر
(لقد تناسوا قمرك)
اذن...
فهم
دلالون بالفطرة
لا يعرفون العشق مثلي ومثلك
ولايحسنون الاصغاء مثلك ومثلي
مشكلتنا
لمّ النقاط المبعثرة
في أنامل النوم
لست مدينة في اطلس اشيائي
وانا اعلق خيالك في
(رزنامة) الليالي العمي
اين اذن؟
تعالي
ثمة احاديث فائضة
عن الحب
والسهر
والشعر
والحزن
تعالي اذن
نصنع اسئلتنا الترابية
لنجيب عليها
بلا تراب
او نار
او هواء
او رياح
هويتك الوطنية يتيمة الابوين
وهويتي
شُلّت حين لم تركِ للان
اين اذن انت الان؟!
لأقول لك :
تعالي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى