المحامي حبيب نايف‎. - غربة..

عندما ابتعد عنك
يحاصرني رفيف الشوق
يلتف حولي كدائرة
لا يمكن الافلات منها
كلما حاولت الارتفاع الى الاعلى
تسحبني الايام بثقلها
جميلة كانت ام حزينة
لا فرق عندي
انها وليدة لحظتها ،
الصدى المنبعث من صوتك الرابض في اعماقي
يرتطم بجدار القلب
يحفزه على التذكر
كأن الرسائل القديمة باحت بأسرارها
والمكان الذي اشغله
بدأ يتلاشى
في طريقه للزوال ،
حين استمع الى أغانٍ من الزمن القديم
التي تذكرني
بالوطن
والعائلة
والاصدقاء وانتِ ،
يتراءى لي حزن امي
وهو يلاحق الضحكات الهاربة عنه
وصمت ابي الذي يرتسم على وجهه
كشارة مميزة ترافقه باستمرار
كلما نحاول نحن _الابناء _ أن نفك رموزه
بالهمس فيما بيننا
تحلق فوقنا فراشات العوز
التي غسلت اجنحتها برذاذ الامعاء الخاوية
وتحاصرنا الازقة الضيقة التي تركت آثارها على اقدامه المتعبة .
المدن الغريبة التي تفتح أذرعَها للوافدين
تستقبلهم بحفاوة لا طعم لها
تفرغ جيوبهم من الذكريات
كتماثيل جامدة
ملت من الصمت
وتتركهم للشوارع المكتظة بالعابرين
لا تستطيع ان تملا الفراغ المتنامي
داخل ارواحهم القلقة
هكذا يعصرهم الضياع
ويسلب منهم ظلالهم المنحنية،
اذا يتصاعد رذاذ الغربة
مخلفا غيوم وحشته
تلتف حولهم بخبث
وتبلل سفوح احلامهم بالخذلان



L’image contient peut-être : une personne ou plus et personnes assises

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى