عبدالهادي زيدان - أوسمة التناسي

عاش انتكاسة السابع والستين ... تجرع انكسارات حرب لم يخضها..ذاق حلاوة الانتصار في السادس من أكتوبر.. حمل ذاكرة النصر يحكي تفاصيلها .. يروي ما خفي منها لكل من عرفوه.. كثيرا ما اعتز بتلك الإصابات التي لحقت بأقدامه وظهره ..ظل مرارا يحكي لنا كيف ظن انه فقد رأسه إثناء قيادته لمدرعته..امسك بها .. تحسسها علي قدميه وإذا بها رأس زميله الذي رافقه عشر سنوات علي تراب سيناء .. منحته الدولة وساما بعد المعركة ووظيفة محدودة لا تواري سوءة أولاده.. علم أولاده كيف تستشعر الأرض .. كيف يرفع الجبين ... كيف تصول الأمنيات.. داهمه المرض في الآونة الأخيرة.. احتجز في المستشفي العسكري طويلا.. تعلق بهاتف غرفته منتظرا مكالمة من نوع خاص.. من تلك الهيئة التي ضم إليها في معركة العبور.. توقف الهاتف عن الرنين.. شئ من حسرة وبقايا أدعية وابتسامة علي الجبين ممتزجة بسخرية من عالم لم يقرا صفحاته.. بل توقف عن القراءة.. في صمت غادر أبو طلعت الحياة دون علم يلفه ولا موسيقي عسكرية تودعه قبل ذكري الاحتفال بالنصر الذي صنعه بأسبوع واحد.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى