كاظم حسن سعيد - اخيرا وجد الحل في الصراع المذهبي...

ثلاثة اخوة يتبادلون ادارة الاسواق الواسعة في احد الارياف.
اوسطهم شاب في العشرينيات بسيط ومتزن وفيه شيء من الانطواء.
يحسده الزبائن فكل شيء متوفر في هذه الاسواق من كرزات ومعجنات وادوات كهربائية وبهارات وقرطاسية وانواع الدجاج واللحوم.
كتابه المدرسي بين يديه يطالعه حتى يأتي زبون فيتبادل معه كلمات مجاملة او مساومة.
لكنه مختنق فلا يسكن روحه درج تتساقط فيه النقود في زمن تعذر فيه على حملة الشهادات الحصول على فرصة عمل وان في البناء.
ينظر الى السلع التي تكدست على الرفوف فيراها تتصارع ( لماذايطلب الناس تلك السلع باستمرار وانا نادرا ما يقصدني احد...الأن محتواها او غلافها اوعلبها اجمل ؟ او هو الحظ؟).

بعد سنتين شوهد يبيع وهو يتلفن ويناقش صديقا منهمكا تماما في حماس حول أراء الطوسي والمفيد وحرب الجمل و احقية الخلفاء بالقيادة. . وبين حرب النهروان وصفين وصراع المذاهب والحوزات العلمية واطروحاتها.
كان يتناول النقود من الزبائن او يحزم سلعهم في اكياس صغيرة دون ان يرفع عينيه اليهم ودون ان يخرج من بودقة التأريخ.
اخيرا اذن تمكن من اكتشاف التحليق بعيدا عن السلع الكئيبة والملل من تسجيل الديون والاختناق من المساومة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى