حمزة باشر - امرأة من كلام

"غنيّة أنتِ من الداخل"
هكذا قالوا...
لم تنتبه يدٌ
حين جرحتك سكينة
وأطل الغبار..
يزحفُ
يمشي
يهرول
ولأنك نحيلة
عبثوا بالكلام
وصادروا أثر الفراشات فيك
واسم المؤنث
ثم قالوا...
أنتِ مليئة من الداخل!

استنار الحيّ
وتبعثرت خطوات الضوء
مطلة،
من داخل غرفة شاب
هناك،
كلمة ما، لم تقلْها يدٌ
وأنتِ تمشين...
وترنيمة قدماكِ
تتأرجح في الطين
"كسمّارة"
تدق قدماها ببطء
قلب الحانة
هكذا رسموا دهشتهم
كأصحاب "ثرثرة فوق النيل"
ثم قالوا....
- بصوت ملْؤه التوحد -
أنت متسعة من الداخل!

"ساكنة"
يتشَقّق في داخلك الجدار
أنتِ
يا صوت الإلهة الغائب،
كصرخة "فيلا كوتي"
حين يداهمه الحضور
ما بكِ يا "زهرة الكركديه"
تقتلين ألف يد؟
وما بكِ أيتها الحروف
تكونين ناقصة
حين تمتلئين بالوجود؟

ضباب
هي الكلمات
غمام
هو المنفى
وفراغ
هو، ذاك البعيد، البعيد...
وأنتِ...
دعيني أتخيّل فيك هذا المساء،
كأغنيّة
استفاقت، غيمة تتحرش بالأرض،
انهمار الظل، كدهشة
"صوفي" مسترسلا:
ما بكِ أيتها الشجرة
تتساقطين كي تعرّين قلبك؟
ومالكِ أيتها الكلمات
تكونين ضيّقة
حين تمتلئين بامرأة؟

حمزة باشر
أنجمينا / تشاد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى