د. أحمد جمعه - عملتُ فيما مضى حطابا

عملتُ فيما مضى
حطابا
أحطب أشجار الحزن
المتكاثفة والمتشابكة
في عينّي أمّي
وأحرقها في مواقد
البسمات،
عملت أيضًا حمّالا
وقفت كثيرًا بمحطات التعب
أحمل حقائب أبي
أبي الذي لم يترك الشقاء
في جسده
موضع قُبلة واحدة
كنت أحمل حقائبه لنُزل
الراحة،
عملت حينًا خبازا
أعجن شيب أبي وأمي
بالقبلات
وأخبزه بيدي المرتجفتين هاتين
أرغفة حنان
أطعمها لليتامى،
عملت أيضا عامل نظافة
كنست البنايات
من ضجيجها
والشوارع
من أوساخ البشر نظيفي المظهر
ومكبات لا متناهية من القمامة تسكنهم،
وفي حين عملت شاعرًا
كتبت عن دموع أمي في الغسق
وشرود أبي
كتبت عن عينيكِ اليتيمتين
وعن دم البلاد،
عملت أيضا مدقق لغة
قطعت عمرًا
أحرس فيه اسمكِ
وأشذّب ما يجود به من قصائد،
وأخيرًا أعمل طبيبا
ولا شيء أفعله
سوى معالجة قلبي
منكِ!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى