مرياني عبد المجيد - طرابلس الهوى

ليس لك يا دموع ما تصفي
أبالحبر تكتبين أم بالنزف؟
تعبت رجلاي فهل بالفؤاد
أحمل هواها أم على كتفي؟
ترفق يا شوق إنك مقيم
بقلب من دم لا من خزف
واستر ضعف شرايين لا تقوى
لو هاج الوجد بين اللؤلؤ والصدف
كفاك يا عيون من فرط الهوى
تبوحين وما عهدتك تعترفي
إنني من نسل قيس في حبها
فلا تستغربي الجنون في نطفي
لا تشك إذا ما الليل أضناك
فالهوى ما كان يوما للترف
ولتكتب الحب في زمن لا عنترة
في حلب ولا كثير في النجف
وآهرق دما وذب من سهر
و ببقايا الجرح فآلتحف
.. طرابلسي الهوى فؤادي
ودليلي مقيم في منتصفي
حاشاك يضمك شعر أكتبه
مداك ملء البحر والسعف
وأنا أملك قلما و فؤادا..
لا يحلو الحب بلا لام ولا ألف
هاتي حزنك من مثلي يحمله
لي في الحزن والد عن سلف
هل أتاك حديثي وأنا العاشق
جئت من أرض الأطلس والشرف
من أرض بكت قبلك جفوة
ولا أطفأت جذوة الشغف
لو قسى أولادك لا تحزني
من غير الأم تحوي قسوة الخلف؟
أعرف ما ضرك الأولاد وإنما
كيد العدو ليس من الصدف
تراودهم المنى إطفاء شمسك
وبعض الأمنيات من الخرف
لا بأس إن تعثرت خطاك
أي أقمار السما لم تنخسف؟
وأي جوزاء لم يلبدها غيم..
وأي الشموس لم تنكسف؟
لمي الجراح يا صديقتي
ليس لأمثالك الجرح هيا قفي
لا تكسر بلاد ترابها..عمري..
الطيب يا روعة السلف
لا تكسر بلاد سماؤها
راحة لكل ناظر شفي
في عين كل العاشقين دمعة
أي البلاد أنصفت فتنصفي؟!
طرابلس عيناك من الدفلى
ومن الكباد يعرش في الشرف
لي على طريق الشط عرائس
يا قلبي هنا العشق فآرتشف
وهنا العروبة قد رسمت..
في كل ضحكة هيا آصطفي
في كل عجوز قد تدثرت
بالحيا إزارها ليبي التعفف
في مشية كل شيخ قسماته
غضيض الطرف حازم الموقف
في رائحة البن تلقاك..
في كل شارع بسحر خفي
في شجر السرو في الرمال
في الجبال بالريح تحتفي
من علق الجمال في حيطانها
في أبوابها في التراث والمتاحف
من ألقى المساجد كالجواهر..
في أحيائها من زياها بالمصاحف؟
من علم النجوم في سمائها..
تقلد الجمال اليوسفي ؟
طرابلس تعيي الشاعر قوافيه
وكل ما بفيه من تلطف
ولتعذري رجلا تساقطت
كسوره لولا ثوب المعطف
لو رحلت فبالفؤاد حسرة
أحملها وألف من التأسف
لو كان حب البلاد تعصبا
هذي السطور دليل على تطرفي
طرابلس كيف أختم القصيدة
وهذا الغليل بعد ما شفي ؟
سأروي عن عينيك حكايات
عن بلاد قصفت ولم تنقصف
خمرة الشعر على لساني
حلال حلاوتها سر لم يعرف
قطرته طرابلس على ثوبك
حتى تفشى في الغيم و الصفصف
إذا إشتفى الناظرون لسحرها
فأنا الذي بالعناق لم يكتف
شمالها في شرق غربها جنوبها
وكل ما بأرضها مستوقفي
طرابلس سلام إليك من الرباط
من البيضاء من تطوان وآسفي
من ربوع بلاد كل ترابها
بالحب يغلي بالشوق والتلهف
طرابلس كلما ذكرت مغربي أمامها
تكاد الأرض نحو الأرض تزحف
وصف غرام الشاعر ورطة
وإنني أرى الغرام متلفي
ضعي رأسك ليس يسارا
قلبي يمينا فآنعطفي
دمعي حمام شوق أطلقته
في سماك وطبع الحمام أن يفي
أنا لا أملك تغيير هواك..
جفت أقلامي وطويت صحفي.
عبد المجيد مرياني
15|05|2017
طرابلس العاصمة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى