محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - في معُتقل الذات المُبعثرة

في معُتقل الذات المُبعثرة في اشباه الـ"الذوات "
حين استجوبت نفسي
تحت ألسِنة اللهب
وسياط التناقض والتبعثر في الضياع
وانا امُد يدي
لاسحب رمح " زوس " واصعقني
لاُجيب بما معناه في لغة المجاز " حقيقة "
من انت ؟
أسألني لاعرف من انا
اجاوبني
لكي لا استبد بي ، واسحقني ، كصرصور
بلا تاريخ
وشيئ من غباء الآدميين
حول الوقت ، والثورات ، وانصاف الحيوات المزورة في الوجود
انا انت
انا ابن الحقول اليابسة
ابن المجاري المكدسة ، بالترمل ، والتوحش
و التشرد
عن هويتي القديمة
انا الاسم المُخنث بين ذكورة اللفظة ، وبين اُنوثة التآويل
انا عصفور
بنصف جناح ، ونصف تغريدة
ورحيل " اطرش "
انا الكناية
اُفسر الطرقات ، بمنطق القُمامة
و طوابير الانتظار في صفوف المحطات /القطارات
المُسافرة في وعي الحالمين
بالتملص
من سجون الوقت والأشياء
انا الولادات ، الكثيرة ، المريضة
المٌتجددة
مثل الطفيليات
تناولت جرحاً من هوامش دفتري ، ونزعت اظفري مني تعزيباً
ثم استفديت الحنين والذكريات
فالتعرف
ما اسمك ؟
فبكيتني وجعاً ، وجرحاً
ثم قلت
انا شاعر ، وكنتُ نبياً لكنني خُنت الرسالة
او بعتها
للعابرين على مشانق عزلتي
قالوا "محمد"
ولم يُصل لي احد
فأنكرت اسمي حينها
قالوا " عزوز " ضحكت اكثر
ما الفرق بين محمد والآخر
هل الهوية هي ان نجد اسماً لنكتبه على شاهد
حين يدهسنا الوجود الفوضوي
ويبعثنا تراباً
غائباً في الصمت ، والهذيان
قلت لي وانا اُمزق قصيدتي الألف
كفى كتابة
كفى بكاء
اخرج الى المطر المُعلق في النوافذ
انزع لحمك
من سيوف الليل
ادفن دماءك
قبل ان تدفنك دماء الاخرين
ابن جداراً
بينك و بينك
لتفصلك عنك
ولتستطيع ان تبكي دون ان تدرك يداك نعومة الملح المخثر
خلف باحات مغلتيك
انزع الاصفاد عني
صرخت لي
فضحكت في وقلت :
لا ..............
ستظل حبيساً ها هنا
أناك سيئة في جنونها ، تُحدد امنيّ الوطني
ستبقى
حتى تكف عن الغناء
عن البكاء
عن الحياة
وتمتحن طي التوابيت عن غلاف قصائد العشاق
دعيني وشأني يا انا
دعيني
اضمد فوهة المنفى ، لتقذفني برصاص مُعافى
من النزوح
ومن مقالب النسيان
لا نجاة
ستموت وحدك / انت وانت الآخر
ستحفر باظافرك مقبرة للقصيدة
ثم ترتشف
احرفاً مسمومة
ثم تموت
جثةً تشبه وجوه جميع الهائموت ، في طرقات الحياة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى