لطيفة حرباوي - بالكونة.. شعر

في البالكونة
أفكركيف أحول سطل الماء هذا
الى أصيص
لأ زرع فيه وجه أمي
أمي التى دفنتها قبل ساعة
أمي التى رآها الجميع تسقي الوقت غير المسموح به
بدمعتي
أمي التى خرجت توا من جرف الماء خجلى
حتى لا تبخس الغيمة حقها
حتى لا يسرح البعوض
على جثث من سيدفنون بعدها
الذين لن يحضر جنازتهم أحد
مثلها تماما
وحتى لا يموت يتيم من العطش
مازلت أفكر
كيف أحول البلكونة
الى حديقة بأكثر من سياج
الى جاليري للدخان
الى فسحة للبكاء المتلعثم
الى فضاء مائل
أطل منه على قبرك
تصلني رائحة المعقم
فأذبل
....
في البالكونة
أتشقلب طوال اليوم
أمارس الريجيم واليوغا بطريقة خاطئة
أجعل من جسدي الضارع أرجوحة للزمن
ولاعة
ومنفضة لسجائر أبي الميت
.....
من البالكونة
قرأت تفاصيل الانحناءات
اكتشفت بأن ظهر الشجرة لن يستقيم
بأن لا هوية للعش
بأن لاعصافير في الجوار
وبأن التراب ليس أمي
.....
من البالكونة
يمكنك أن تلوي ذراع الرؤية
أن تتهم المسافة بين الأعلى والأسفل
بين نجمة مشبوهة
وقاع متسلق
أن تقطع رأس الضوء
باطلالة أعمى
أن تتقشف في استهلاك الكهرباء
وأن تسمي الظل
أمي
....
في البالكونة
قضيت عشرين يوما
كمشكوك فيه
أتعاطى الأسبرين
والفيتامين (د)
أبحث في قوقل عن الكرولوكين
عن كذبة أصدقها لأنام
...
في البالكونة
ورغم الحمى
مازلت أفكر
كيف سيصبح العالم بدون أمي.‏'


لطيفة حرباوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى